بين الوعي واللاعوي الانساني خيط سميك يمكن أن يتجذّر بأشواك الخطيئة حين يُسقى بكوب أو أكواب من الخمر فيسقط الكثير من الآدميين في المحظور وارتكاب المعاصي... ولا يدرك صاحبها فداحة العواقب وخطورة الاقوال والافعال إلا بعد أن يستفيق من نشوته وغفوته مثلما حدث في هذه القضية التي جدّت أحداثها مؤخرا باحدى معتمديات جهة الوسط حيث أقدم شاب في منتصف العقد الثالث من عمره على اقتحام غرفة والده المسن ليلا وهو في حالة سكر واضح فأمطره بوابل من السب والشتائم ثم انهال عليه ضربا وأجبره على الخروج من المنزل بلباس نومه ولم يكتف الابن العاق بذلك... بل عمد الى تهشيم جانب من أثاث الغرفة. أحسّ الشيخ بالظلم والقهر وحتى لا يتفاقم الوضع على ما هو عليه اتصل بمركز الشرطة طالبا النجدة فتحوّل الاعوان على جناح السرعة الى مكان الحادثة ووقفوا على حالة الهلع والخوف التي كان عليها الشيخ وكذلك حالة الغضب والهيجان التي كان عليها المعتدي الذي أبدى في البداية تعنّتا وتمرّدا ولم يمتثل لأوامر الاعوان الذين حاولوا تهدئته ومرافقتهم... وفي الاخير تمكنوا من السيطرة عليه وشلّ حركته وتم اقتياده الى مركز الأمن. وحسب ما جمعناه من مصادر فإن الوالد أفاد في شكواه التي تقدم بها أنه يعيش في وضعية صعبة بسبب زوجته وابنه الكبير (المعتدي) اللذين لا يعاملانه بمعروف رغم التضحيات التي بذلها تجاههما في حياته المهنية الى أن أدركه الضعف والعجز مع تقدمه في السن. وقد ذكر أنه في بعض الاحيان كان يلتجئ الى ابنه الصغير الذي يجد عنده الراحة والأمان والمعاملة حسنة فأراد مساعدته ولهذا الغرض باع عقارا على ملكه واقتنى له شاحنة يعمل بها ليحسّن من مدخوله ثم احتفظ بباقي المبلغ في حسابه الخاص. ولما سمع الابن الاكبر بذلك تملّكه الغيض وأضمر في نفسه الشر فأراد الانتقام بطريقته الخاصة فكانت المواجهة بعد أن تناول كمية من أم الخبائث... اقتحم غرفة نوم والده ليلا وصبّ جام غضبه عليه شتما وعنفا وكسّر بعض الاثاث وأجبره على الخروج من المنزل بلباس النوم... وقد كشف العجوز في الاثناء عن آثار العنف الذي تعرّض له على مستوى الوجه والركبة. في صباح اليوم الموالي تم استنطاق الشاب المتهوّر الذي عبّر عن ندمه وعلّل أفعاله بحالة الغضب والسكر التي كان عليها. وبعد استكمال الابحاث ومكافحة الطرفين تمت إحالة الابن الضال على النيابة العمومية بتهمة التهديد بموجب العقاب والعقوق والاضرار بملك الغير حتى يتم تقديمه للعدالة في وقت لاحق.