استأنف مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون لقاءات أمنية لبحث نشر قوات فلسطينية في مسعى لضبط الأوضاع الأمنية في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية، وفق ما أكدته مصادر فلسطينية وإسرائيلية.. يأتي ذلك فيما كشفت وثيقة اسرائيلية أن رئيس «حزب العمل» الاسرائيلي شمعون بيريز وعد رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع باستئناف الحوار معه. وقال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات أمس ان هذه اللقاءات تهدف الى بحث كيفية نشر قوات شرطة وأمن فلسطينية بأسلحتهم في مدن الضفة الغربية لتوفير الأمن. لقاءات... «أمنية» وأوضح عريقات أن الاجتماع الفلسطيني الاسرائيلي، الذي يفترض أن يكون قد عقد الليلة الماضية يهدف بالخصوص لبحث ارسال قوات أمن فلسطينية مع أسلحتهم الى المناطق والمدن بالضفة الغربية. وأضاف عريقات ان مهمة عناصر الأمن والشرطة هي توفير الأمن وتحقيق سيادة القانون للمواطن الفلسطيني. وقد أعطى وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز مساء أمس موافقته للشرطة الفلسطينية لكي تحمل السلاح. ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه شخصيات فلسطينية واسرائيلية منذ عدة أسابيع «لقاءات سرية» ل»تنسيق» العمل بينهم تمهيدا للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، وفق ما يقوله مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون. وقد تبين أن هذه اللقاءات تتم منذ عدة أسابيع ويقودها من الجانب الفلسطيني جمال الطريفي، وزير الحكم المحلي في الحكومة الفلسطينية ويوسف مشلب من الجانب الاسرائيلي وهو أول ضابط عربي برتبة جنرال في الجيش الاسرائيلي. وقد عقد الطريفي ومشلب حوالي خمسة لقاءات خلال هذه الفترة فيما اجتمع ضباط أمن محليون من الطرفين في عدة مناطق. ويشارك في هذه اللقاءات أيضا عدد من المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين الآخرين. وقال أمين سرّ رئيس رئاسة الوزراء حسن أبولبدة الذي شارك في هذه اللقاءات ان هذا «التنسيق» هدفه وقف العدوان الاسرائيلي ووقف اطلاق النار حتى يتسنّى للجانب الفلسطيني إمكانية القيام بمهامه لتولي السيطرة على قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي. وقد تمّ الاتفاق خلال هذه اللقاءات على أن تقدم تل أبيب موعد انسحابها من غزة الى سبتمبر عام 2005 عوضا عن موفى ديسمبر من العام نفسه، وفق ما صرّح به مسؤول إسرائيلي. وذكرت مصادر اسرائيلية في هذا الصدد أن لقاء سريا عقده مسؤولان في جهاز المخابرات العام «الشاباك» مساء الثلاثاء الماضي مع المسؤول الجديد عن الاجهزة الامنية في قطاع غزة اللواء موسى عرفات. وقالت المصادر ان هذا اللقاء كان هدفه وقف هجمات «القسّام». وثيقة... سرية ومن جهة أخرى كشفت وثيقة اسرائيلية سرية أن بيريز وعد رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع باستئناف «حوار سري» معه بعد تسلمه منصب وزير الخارجية في حكومة شارون. وذكرت الوثيقة التي وصفت بأنها بالغة الحساسية أن امكانية استئناف الحوار بين قريع وبيريز قد تعززت في الآونة الأخيرة.