عدد من السهرات الفنية والثقافية تابع خلالها جمهور مدينة رادس من ولاية بن عروس ألوانا من الابداعات والعروض وذلك ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشر لمهرجان الياسمين الصيفي. هذا المهرجان ينتظم منذ سنوات بفضاء مسرح الهواء الطلق برادس بدعم من ولاية بن عروس ومعتمدية رادس الى جانب المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببن عروس. اختتمت فعاليات هذه الدورة في سهرة يوم 9 أوت بحفل خاص للفنان فوزي بن قمرة الذي قدم ألوانا شيقة من الانشاد الديني فكانت مصافحة جديدة مع جمهور رادس بعد غياب دام أكثر من 9 سنوات ظل خلالها فوزي بن قمرة يتأمل ويبحث عن لون جديد في الغناء الصوفي فكانت مناسبة سعيدة تزامنت مع حلول شهر رمضان الكريم وقد عرف هذا العرض اقبالا جماهيريا كبيرا بالنظر لما يتمتع به هذا الفنان المتميّز من حسن أداء وتلقائية وولع بحفظ هذا النوع من الانشاد الديني والمدائح والأذكار والابتهالات. وقد سعى فوزي بن قمرة بتواضعه المعهود الى إمتاع جمهور مهرجان الياسمين بصوته الشجي وعفويته التي عرف بها حتى صفق له الجمهور طويلا وتعالت الزغاريد من مدارج مسرح الهواء الطلق برادس. حقا لقد غنى فوزي بن قمرة فأطرب وأنشد فأبدع. «الشروق» واكبت فعاليات هذا المهرجان والتقت بالفنان فوزي بن قمرة أثناء الندوة الصحفية التي أقيمت في الغرض والتي حضرها العديد من وجوه الاعلام المكتوب والمرئي حيث عبر خلالها عن شديد سعادته بمصافحته لجمهور رادس بعد الغياب إذ فضل هجر مظاهر البذخ والحفلات والشهرة والبهرجة الاعلامية وتفرغ للعبادة وقراءة القرآن. كما صرح لجمهوره بأنها «أحلى ليلة في حياته». هذه السهرة كانت فسحة رائقة في عوالم المدائح والأذكار التونسي وقد نجحت هيئة هذا المهرجان في اختيارها الفني الذي كان هدية رائقة لجمهور رادس بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم. كما عبر فوزي للجميع عن شعوره بالارتياح النفسي واقتناعه بهذا اللون الفني الجديد دون التفكير في العودة الى اللون القديم الذي يعتبره صاخبا وقد عبر عن ذلك من خلال أغنيته الجديدة «عشت الدنيا» التي تتغنى بتجربته السابقة وتدعو الى ترك حياة اللهو والترف. عملت هيئة المهرجان خلال هذه الدورة على التدرّج بالمهرجان الى مراتب العروض الثقافية والابداعية حيث أشار مدير المهرجان السيد «الياس جراية» خلال السهرة الى أهمية الحضور الثقافي والابداعي في سهرات مهرجان الياسمين برادس الذي بلغ دورته 18. دورة أخرى من عمر هذا المهرجان كانت متعدّدة العروض نذكر منها حفل الفنانة نورة أمين، سهرة «الغناي» لعبد الرحمان الشيخاوي، سهرة رياض النهدي في مسرحية «براني على بره» وحفل الفنانة ألفة بن رمضان. وأفادنا السيد إلياس جراية مدير المهرجان أن عروض هذه الدورة هي التي تجعل المهرجان يستعد للدخول الى عقده الثالث بعزم على التطور والتفكير في عروض من اللون الصوفي والتونسي الصرف. كما يشير الى أهمية التفكير أيضا في العمل على مزيد الدعاية والاعلام لاستقطاب جمهور أكثر ويأمل في توسعة مسرح الهواء الطلق برادس بالتنسيق مع بلدية المكان.