تورّط كاتب محكمة وأستاذ في التربية البدنية في التحيل على كهل ببيعه منزلا في ميتوال فيل بالعاصمة على ملك أجانب متوفين قيمته تناهز المليار مقابل 70 ألف دينار، بعد تدليس توكيل وعقد البيع. وقضت المحكمة أول أمس بسجن كل واحد منهما مدة ثلاثة أعوام. واستفاد من أوراق ملف القضية ان كهلا متزوجا أراد اقتناء منزل لعائلته خلال شهر ماي الماضي وبعد بحث تعرّف على كاتب محكمة بالعاصمة وطلب منه مساعدته في البحث عن منزل للبيع، فطمأنه الكاتب ووعده بمساعدته في العثور على منزل. وبعد مدة قصيرة اتصل به وأفاده بأنه عثر على منزل فاخر بجهة ميتوال فيل، طالبا منه الاتصال به لمرافقته ومعاينة المنزل. وبالفعل اطلع الكهل على أرجاء المنزل وأعجب به وأعرب عن استعداده لاقتنائه. وجاء في التحقيقات المجراة ان عون المحكمة اطلع على الوضعية العقارية للمنزل فاكتشف بأنه على ملك أجانب متوفين، فاتصل بأستاذ مختص في التربية البدنية حيث توليا تدليس توكيل باسم المتوفين لفائدة عون المحكمة ليقوم ببيع المنزل واطلع عليه الكهل ثم اتصلوا بمحامية ليس لها خبرة كبيرة في مهنتها، وقامت بتحرير عقد بيع المنزل، وسلّم الكهل الى المظنون فيهما ثمن المنزل وهو 70 ألف دينار. وعندما توجه الى المنزل لحيازته فوجئ بأنه على ملك أجانب متوفين. فقدّم شكاية الى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس التي أذنت بفتح بحث تحقيقي أسفر عن ايقاف عون المحكمة صحبة الاستاذ وتم حجز طوابع وخواتم تابعة لإدارات عمومية ومصالح تابعة للملكية العقارية. وأنكر المظنون فيهما التحيل والتدليس، لكن قاضي التحقيق ودائرة الاتهام أقرّا وجود التحيل وتوفر جريمة التدليس في حق المظنون فيهم، فصدرت في حقهما بطاقات ايداع بالسجن. ومثل المتهمان أول أمس أمام المحكمة وعادا انكار ما نسب اليهما ورافع عنهما لسان الدفاع. وبعد المفاوضة قضت المحكمة بالسجن في حق كل واحد منهما مدة ثلاثة أعوام.