يوجد رباط بن الجعد بجزيرة الغدامسي لكن لم تبق منه إلا آثار مازالت تحكي عظمته وقد أنشئ هذا الرباط في أواسط القرن الثالث للهجرة ولهذا الرباط قصة مليئة بالمعاني والعبر تؤكد حرص مشيد على إنجاز الحصون لحماية المرابطين من زحف الأعداء دون التفكير في أنفسهم فمؤسس هذا الرباط هو ابن الجعد أحد تجار القيروان وأحد أثريائها، تاقت نفسه إلى بناء رباط بمدينة المنستير يكون دعامة لقصر الرباط الكبير الذي بناه هيثمة بن الأعين فطلب من صديقه محمد بن عباد أحد علماء سوسة بإنشاء محرس بالمنستير يكون على نفقته الخاصة فلبى طلبه وشرع في الإنجاز بعد أن خصص له مقدارا من المال. وقبل أن يتم البناء أقام به عدد من المرابطين حتى لم يبق به مكان شاغر ثم شرع في إقامة دور ثان كان مآله مثل الدور الأول من حيث الإقبال على المرابطة به لكن المال المخصص له نفد فعزم المرابطون به على إتمام ما بقي من المحرس وعلم ابن الجعد بذلك فغضب ومكن صاحبه من قسط آخر وأضاف توسعة أخرى وذهب إلى صديقها بن الجعد وأعلمه بما حدث فدخل ابن الجعد على حريمه ثم خرج وبيده مجموعة من الحلي وسمع بكاء النسوة فقال ابن العباد ما الحكاية فقال لقد تركت لديهن هذه المجوهرات وهي رزق من الله أمانة واليوم أخذتها لإنجاز ما يخدم دين الإسلام ابتغاء لوجه الله فخذ هذا المسوغ وأتمم الإنجاز.