في اطار حرص قواتنا الامنية والعسكرية على التصدي لكل محاولات اجتياز الحدود خلسة اعتمادا على مياهنا الاقليمية لبلوغ الضفة الجنوبية الاوروبية، تمكنت قوات البحرية الوطنية بصفاقس من اجهاض عملية «حرقان» نفذها 36 «حارقا» و»حارقة» احداهن فاجأها المخاض في عرض البحر. الحارقون يحملون جنسيات افريقية من السودان وأثيوبيا واريتريا، وقد انطلقت مغامرتهم البحرية من ميناء احدى الدول العربية المجاورة الا انه وببلوغ مياهنا الاقليمية وتحديدا قرب مدينة صفاقس، تفطنت قواتنا البحرية الى المركب البحري وهو من نوع زودياك والذي كان يقل كل الحالمين والحالمات بأضواء أوروبا. انكشاف أمر «الحارقين والحارقات» تصادف مع عطب فني تعرض له الزورق وهو ما استوجب مجهودات اضافية من القوات البحرية والحرس والحماية المدنية لانقاذ حياة منفذي ومنفذات الرحلة غير الشرعية، وبالفعل واعتمادا على بعض وسائل الانقاذ المتطورة، تمكنت الجهات المعنية من تطويق الخطر وانتشال الغرقى. وتفيد الأنباء المتوفرة ل»الشروق» انه تم انقاذ حياة كل الحارقين والحارقات ومن ضمنهم سيدة حامل فاجأها المخاض وهي تصارع الامواج لإنقاذ حياتها. الحالمون والحالمات بأضواء أوروبا يخضعون جميعا للتحقيقات بمقر فرقة الابحاث والتفتيش التابعة للحرس الوطني بصفاقس والتي تمكنت من جمع بعض المعلومات التي تؤكد ان العملية يقف وراءها منظم من قطر شقيق تحصل على مبالغ مالية هامة جدا أكثر من ألف دولار عن كل فرد ووفر لهم الزورق المطاطي الذي كانت وضعيته مزرية للغاية ولاتزيد حمولته في الواقع عن 8 أنفار على أقصى تقدير. وبالتوازي مع التحقيقات الامنية بادرت الجهات المعنية بعرض كل «الحارقين» على الفحوصات الطبية، كما تم عرض الحامل على قسم الولادات بمستشفيات صفاقس للنظر في وضعيتها الصحية قبل استكمال الابحاث وترحيل الجميع الى دولهم الاصلية.