على مدى أربعة أيام، تعيش مدينة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد والمناطق المجاورة لها من الاثنين 30 أوت الى الخميس الثاني من سبتمبر على وقع فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الوطني لهذه المدينة التي تقع تقريبا في منتصف المسافة بين مدينتي سيدي بوزيد وقفصة، وتعتبر بمثابة بوابة تفتح على الجنوب الغربي. هذا المهرجان الذي انتقل من طور المحلية الى الوطنية في انتظار ضمه الى لائحة المهرجانات الدولية بعد سنوات على الأرجح، يتميز بكونه يستقطب حشدا ضخما من الزوار ربما يكون الأضخم على مستوى المهرجانات الوطنية على الأقل، إذ أن تقديرات الهيئة المشرفة على المهرجان تتوقع على أدنى تقدير حضور 150 ألف زائر الى هذه المدينة وهو ما يوازي تقريبا ثلاثة أو أربعة أضعاف سكانها. ولأن هذا المهرجان الذي يحمل إسم الولي الصالح سيدي علي بن عون الذي استقرّ بالمنطقة قبل 4 قرون ونيف يمثل ملتقى للأبعاد الاقتصادية والسياحية والثقافية، فإنه يشهد أيضا اقبالا من خارج الحدود خصوصا من القطرين الجزائري والليبي. ويبدو برنامج الدورة الجديدة ثريا ومتنوعا حيث برمجت الهيئة المشرفة على المهرجان التي يرأسها السيد محمد العيد الوناسي، عروضا كثيرة ملأت تقريبا كل الوقت المخصص لهذه التظاهرة التي يطغى عليها بالأساس الجانب التراثي. فعلى مدى أيام المهرجان برمجت عروض فروسية تبدأ مع بدء فعاليات التظاهرة وتكون أيضا في ختامها مع خيمة شعرية تضم أشهر الشعراء الشعبيين في المنطقة. ويشتمل برنامج الدورة أيضا على عروض تقدمها فرق فولكلورية من توزر وقرقنة والقيروان والقصرين وقصر هلال زيادة على عروض ثقافية متنوعة منها الغناء الشعبي والسلامية و»السطمبالي» و»العيساوية» وتضاف هذه العروض الى العروض التي شاهدها الجمهور في الأيام الثقافية التي نظمت من 14 الى 18 أوت والتي كانت بمثابة تمهيد للدورة الجديدة. وكان من بين عروض الأيام الثقافية مسرحية «الخمسة إلّي لحقو بالجرّة» لمحمد العوني وعبد القادر دخيل. وفي برنامج المهرجان أيضا سهرات يتم خلالها توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات المقررة بما فيها الفروسية التي تعتبر فقرة رئيسية في كل الدورات. وزيادة على رعاية وزارة الثقافة له بشكل مباشر أو عن طريق المندوبية الجهوية للثقافة والشباب والترفيه بسيدي بوزيد، يحظى المهرجان في دورته الحالية بدعم وزارة الشؤون الدينية والمجلس الجهوي بالولاية ومعتمديات السبالة وسوق الجديد وبئر الحفي والجمعيات التنموية بسيدي علي بن عون اضافة الى شركة سباق الخيل بقصر السعيد. ومن المقرر أن يشرف وزير الشؤون الدينية على افتتاح دورة هذا العام. هذه، إذن، ملامح الدورة الثالثة عشرة لهذا المهرجان الوطني الذي يرتبط في أذهان أهل هذه المنطقة بالولي الصالح سيدي علي بن عون، هذا الرجل الذي ولد سنة 905 للهجرة وتوفي سنة 1025 للهجرة وأمضى معظم عمره في دراسة علوم الدين في القيروان وفاس والمدينةالمنورة وحتى في تركيا. وتؤكد مراجع تاريخية قديمة أن هذا الشيخ الجليل ينحدر من المغرب الأقصى وتحديدا من الساقية الحمراء التي توصف بأنها منبع الصالحين حيث أن نسب الشيخ ينتهي الى الحسن بن الامام علي رضي اللّه عنهما.