يقام المهرجان الوطني بسيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد في فضاء مفتوح يمسح حوالي 40 هكتارا تحيط بمقام الولي الصالح سيدي علي بن عون الذي يبعد عن البلدة ب 5 كلم وهو فضاء مهيأ جزئيا بطرقات معبدة وفيه مرافق عمومية مختلفة مثل الماء الصالح للشراب و«برادات» عمومية للماء ودورات مياه عمومية وغرف مهيأة لسكن الضيوف في رحاب مقام الشيخ سيدي علي بن عون، يتوافد على المهرجان أكثر من 350 ألف زائر طيلة أيامه الأربعة من كامل أنحاء الجمهورية ومن البلدان المغاربية المجاورة (ليبيا والجزائر). وتشهد فترة المهرجان تدفق سيارات الزوار بمعدل 20 ألف سيارة يوميا قادمة من كامل أنحاء الجمهورية ومن خارج الوطن ومن الزوار من يقيم في خيام طيلة أيام المهرجان الأربعة لتكتظ بهم الساحات المجاورة للضريح لتصل الى 30 ألف خيمة يقيم فيها أزيد من 90 ألف زائر. وطيلة أيام المهرجان يمكنك أن تتسوق وتشتري ما تريده من المعارض التجارية لعدد من المنتصبين الذين يفوق عددهم 900 منتصب يبيعون جميع المستلزمات والتجهيزات المنزلية، أضف الى ذلك أكثر من 70 جزارا يبيعون أنواع اللحوم المختلفة وخاصة الحاشي ويذبحون أيام المهرجان أكثر من 2000 رأس غنم و200 حاشي ويقام طيلة أيام المهرجان سوق للخيول والجمال والحمير والابقار، وتجد في المهرجان أيضا فضاءات للألعاب والتسلية للكبار والصغار اضافة الى المقاهي والمطاعم التي تكثر في فترة أيام المهرجان. إنه مهرجان يعد أكبر تظاهرة ثقافية دينية فلكلورية بالبلاد وذلك لتفرده وصبغته الخاصة والتي لا تتكرر في أي مهرجان آخر فهو عبارة عن جملة من المهرجانات مجتمعة، ففيه يتم احياء العادات وتقاليد الاسلاف التي اندثرت ويتميز بعروض الفروسية الرائعة التي بلغت في الدورة الفائتة قرابة 70 فارسا أتوا من مختلف أنحاء البلاد الى جانب الحضرة والشعر الشعبي والعرس التقليدي والمحفل والعراسة، وكل من يزور مهرجان سيدي علي بن عون يجد نفسه عنصرا من عناصر عرض كبير يشارك فيه ما يقارب 350 ألف زائر. «الشروق» التقت السيد الكاتب العام المساعد للمهرجان الوطني بسيدي علي بن عون السيد مصباح العوني الذي شكر جريدة «الشروق» لمساندتها الدائمة للمهرجان ووعد بأن تكون هذه الدورة التاسعة عشرة دورة التميز ومواصلة الاشعاع الذي كان قد رسمناه منذ الدورة الفارطة، وقد تم ضبط برنامج هذه الدورة التي ستنطلق يوم 26 جويلية الى غاية 29 من نفس الشهر بالمكان المعروف فرش بالراضية بجانب الضريح وستسبق الأيام الاربعة للمهرجان الوطني بسيدي علي بن عون الأيام الثقافية التي ستنطلق يوم 19 جويلية تنشط اثرها ليالي البلدة بعروض فنية وموسيقية أولها سيكون عشاق المهرجان مع فرقة الفنون الشعبية بالقصرين وفرقة ثابت للفنون الشعبية، وسيقع تكريم الشاعر ابن الجهة السيد سمير العبدلي وستختم الأيام الثقافية بأمسية مع الدكتورة مريم فخر الدين الغابري لتتحدث عن أطروحة الدكتوراه التي حصلت عليها وكانت تحت عنوان (المهرجان الوطني بسيدي علي بن عون من «الزردة» الى المهرجان.) ويقول السيد مصباح العوني بأن السيد الوالي وعد مشكورا بمزيد من الدعم لانجاح المهرجان كما نوه كذلك بمساهمات المندوبية الجهوية للمحافظة على التراث وبحرص معتمد المنطقة الشديد ودعمه اللامحدود لانجاح الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني بسيدي علي بن عون التي ستنطلق بعرض الافتتاح الذي سيؤثث بفرق للماجورات، وعرس تقليدي، ومرحول، وطبالة، غناء بدوي، العراسة، المحفل، والباردية وعروض سلامية الى جانب لوحات من الفروسية، أما ليالي المهرجان فسيكون لعشاق السمر هناك في «المنصة» المكان الذي سيشهد حضور عدد هام من فرق صوفية وسلامية وحضرة، وشعراء من ليبيا ومن الجزائر ومن تونس كبلقاسم عبد اللطيف ونجيب الذيبي وعلي شوشان وغيرهم، وطيلة الايام الاربعة للمهرجان سيقام معرض للصناعات التقليدية وآخر للصور الشمسية، أما يوم الاختتام فسيكون لزوار المهرجان موعد مع أجمل عروض الفروسية وعروض فلكلورية وشبابية بمساهمة بعض البلدان المغاربية المجاورة. وفي الختام أثنى السيد مصباح على كل من ساهم من القطاع الخاص لمعاضدة مجهودات الهيئة لجعل المهرجان يشع من جديد لأن المشكل الذي يعترض عمل الهيئة هو قلة الموارد المالية.