إيقاف شخص قادم من احدى الولايات الحدودية محملا بحوالي 65 كلغ من مخدر القنب الهندي بجهة باردو لم تكن فقط نجاحا أمنيا في التصدي لكل محاولة لجعل تونس فضاءات للمتاجرة في المواد الممنوعة بقدر ما كانت صورة جدّ مميزة لمعنى المواطنة...أن يكون لكل شخص ولكل مواطن دور فعال في حماية الوطن... وأن لا يعود إلى تلك العقلية من كونه من بعدي فليكن الطوفان. حكاية الإيقاف والمخدرات ساهم في كشفها مواطن تونسي بسيط يعمل سائق سيارة أجرة ...شأنه شأن كل سائقي وسائل النقل العمومي ممن تابعوا باهتمام أحداث الروحية... وانتبهوا إلى بلاغات الوزارة التي تدعو هؤلاء السائقين دون غيرهم إلى توخي الحيطة والحذر والابلاغ عن كل ماهو مشبوه أو مستراب. سائق سيارة الأجرة الشاب مواطن عادي رأى في مهمته دورا للمساهمة في حماية الوطن...حين استراب في شخص يرافقه كان مترددا في الوجهة التي يصبو الوصول إليها...محملا بكيس ثقيل جدا هو في الواقع مخصص لحفظ غطاء صوفي....السائق الشاب انتابه الشك وقرر المساهمة في كشف سرّ هذا الغطاء الثقيل خاصة مع الأحداث التي تواردت على بلادنا وامكانية أن يكون ذاك الكيس مثقلا بالسلاح وفعلا تمكن من الاستنجاد باحدى الدوريات الأمنية التي أوقفته بالطريق لإجراء المراقبة الروتينية للوثائق الخاصة بالسيارة في تلك اللحظة حاول الحريف الفرار لكن تم القبض عليه وبفتح كيس الغطاء الصوفي ثم العثور على عشرات السبائك بنية اللون للقنب الهندي كان مروجها يستعد لنقلها وبلغ وزن هذه الكمية حوالي 65 كيلوغراما وهي تساوي عند بيعها بالتقسيط العشرات من الملايين دون اعتبار تأثيراتها السلبية على الشباب منها الادمان والاندماج في الجريمة والسجن. ما فعله هذا السائق لا يقل شأنا عما فعله سائق اللواج بالروحية فقد كانوا فعلا في مرتبة المواطنة فهل تحدث المصالحة إذن؟ هل يصبح التونسي كل من موقعه حامي للوطن؟ هل يصبح التونسي مقتنعا أن الابلاغ عن المشبوهين هو خدمة لتونس وليس للأفراد؟هل نقضي بهذه الطريقة وسدّ الطرق على الخونة والمتزلفين؟ هذه الحالات خطوة نتمنى أن تتبعها خطوات تكون دائمة لنرتقي جميعا إلى مرتبة المواطنة.