أبهر الأوروبيين بفلسفته ولقّبه دانتي ب «الشارح الأكبر» أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، ينتمي الى أسرة من أكثر الأسر العربية شهرة في بلاد الأندلس، إذ كانت أسرة علم وقضاء. وقد ولي ثلاثة أجيال منها وظيفة قاضي القضاة في مدينة قرطبة هم الجد والابن والحفيد. أما الجد وهو أبو الوليد محمد بن رشد، فقد كانت له شهرته في الأندلس وشمال افريقيا بسبب فتاويه وخدماته السياسية والاجتماعية، تقلّد القضاء بقرطبة، وسار فيه بأحسن سيرة ثم استعفى، فكان الناس يلجأون اليه ويعوّلون في مهماتهم عليه. ثم والد ابن رشد الفيلسوف وهو أحمد بن محمد، وقد ولي القضاء في قرطبة، وتوفي سنة 564ه، في الوقت الذي بدأ فيه ابن رشد الحفيد طريقه الى الشهرة. أبهر الأوروبيين بفلسفته ولقّبه دانتي ب «الشارح الأكبر» أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، ينتمي الى أسرة من أكثر الأسر العربية شهرة في بلاد الأندلس، إذ كانت أسرة علم وقضاء. وقد ولي ثلاثة أجيال منها وظيفة قاضي القضاة في مدينة قرطبة هم الجد والابن والحفيد. أما الجد وهو أبو الوليد محمد بن رشد، فقد كانت له شهرته في الأندلس وشمال افريقيا بسبب فتاويه وخدماته السياسية والاجتماعية، تقلّد القضاء بقرطبة، وسار فيه بأحسن سيرة ثم استعفى، فكان الناس يلجأون اليه ويعوّلون في مهماتهم عليه. ثم والد ابن رشد الفيلسوف وهو أحمد بن محمد، وقد ولي القضاء في قرطبة، وتوفي سنة 564ه، في الوقت الذي بدأ فيه ابن رشد الحفيد طريقه الى الشهرة. ولد ابن رشد في سنة 520ه، وكان لا بد من سلوك مسلك جده وأبيه، فحصّل العلوم العربية والإسلامية، ثم درس الطب والحكمة على غرار مفكري الإسلام من مثل الفارابي وابن سينا، وقد عاصر ابن رشد فيلسوفا آخر هو ابن طفيل صاحب «حي بن يقظان»، وكان على صلة وثيقة بابن زهر الطبيب المعروف. وابن طفيل، هو الذين قدّمه الى الخليفة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الذي كان مهتما بتشجيع العلماء وتقريبهم إليه في بلاطه، كما كان مهتما بجمع كتب العلم والفلسفة من أقطار المغرب والأندلس. مصنفات جليلة ترك ابن رشد مؤلفات وفيرة، ذكرها ابن أبي أصيبعة في «عيون الأنباء» وقال إنها خمسون كتابا، وذكر «رينان» أنها ثمانية وسبعون بين كتاب ورسالة، على أن عامل الزمن والنكبة التي ألمت به أواخر حياته أدت الى ضياع الكثير من هذه الكتب، وإحراق البعض الآخر، وإذا كان الفارابي وابن سينا قد جهدا فاكتفيا بتلخيص كتب فلاسفة اليونان من مثل أرسطو وأفلاطون وأفلوطين والإسكندر الأفروديسي، فإن الفيلسوف ابن رشد لم يكتف بالتلخيص، بل عدا الى شرح أفكار هؤلاء الفلاسفة، وهذا ما دفع دانتي في «الكوميديا الإلهية» الى تسميته «الشارح الأكبر». ومما يميز ابن رشد في شروحه هو شرحه كتب المعلم الأول أرسطو، فابن رشد لم يكن يحسن اللغة اليونانية، ولذلك لم يقرأ فلسفة أرسطو في مصادرها الأصلية، وإنما قرأها من ترجمات ونقول كان أغلبها محرّفا ومشوّها، ولكنه استطاع بفضل ما أوتي من عقلية فلسفية أن يصل الى الكثير من الآراء الصائبة وذلك بواسطة المقارنة والمقابلة التي اتبعها في فهمه لهذه الآراء والنصوص. وقد كان لهذه الشروح أثر كبير في انتشار فلسفة أرسطو في أوروبا في العصور الوسطى، تماما كما تأثرت بفلسفة ابن رشد ذاته،فقد شغلت فلسفة ابن رشد الأوروبيين حوالي أربعمائة سنة. وقد اتبع فيلسوف قرطبة مناهج في شرحه لكتب فيلسوف أثينا، وكان يميل الى الوصول في تحقيق ما هدف اليه. وكان أول منهج منها الشرح الأكبر الذي أورد فيه ابن رشد فقرة من كلام أرسطو ثم ذكر شروحه عليها. والثاني الشرح الأوسط، وفيه اكتفى بإيراد مطلع الفقرة فقط ثم بدأ في الشرح. وثالث المناهج الشرح الأصغر وفيه يعرض ابن رشد كتاب أرسطو عرضا حرّا، فيحذف منه أحيانا وأحيانا يزيد، وفي ثالثة يوازن بين آراء أرسطو في الكتاب المشروح وآرائه في كتبه الأخرى، وبهذا يغدو الشرح كتابا مستقلا.