اختتم مؤخرا بمدينة العلوم بالعاصمة المنتدى الاول للبحث العلمي والتكنولوجيا في بادرة هدفت الى التعريف بمنظومة البحث العلمي وما تمكّنت من انجازه خلال السنوات الاخيرة وتقديم جملة النتائج التي يمكن تثمينها واستغلالها صناعيا. وكان وزيران هما السيدان الصادق شعبان (التعليم العالي) والشاذلي العروسي (التشغيل) و4 كتّاب دولة هم السادة الصادق القربي (البحث العلمي) ونذير حمادة (البيئة) وخليل العجيمي (الصناعة) وعمر العابد (الموارد المائية) قد حضروا امس افتتاح المنتدى الذي شارك فيه ما يقارب عن 500 باحث والعديد من الصناعيين قدّموا عدة عروض لنتائج بحث في عدد من القطاعات الهامة. وشاركت في المنتدى المراكز العمومية للبحث العلمي ومخابر ووحدات البحث العلمي والمؤسسات الاقتصادية المنتفعة ببرامج التثمين والتجديد والمراكز الفنية والهيئات العمومية ذات الصلة بالطاقة والمياه والأقطاب التكنولوجية ومحاضن المؤسسات، وقدّم في اروقة المنتدى 80 عارضا نتائج بحثهم في اطار نشاط المخابر والوحدات كم شارك 8 صناعيين تلقوا منحا تمويلية من الدولة (اقصاها بلغ 125 الف دينار) مكنتهم من تسويق منتوجهم والترفيع في حجم استثماراتهم وساعدهم على تصدير جزء منها الى الخارج. طاقة في اطار التحكم في الطاقة والتكنولوجيا يلقى الاختراع الذي ابتكره المهندس المنصف بوسليمي اهمية خاصة في ظل الظروف التي تحف بالميدان الطاقي والضغط المتزايد على ميزانية الدولة بحكم التوريد المكثف للبترول وللغاز لتوفير الحاجيات الوطنية، يقول المسؤول عن مشروع جهاز مقتصد الطاقة Lصeco-stab: ان الجهاز هو اختراع تونسي 100 وهو معدل للضغط ويسمى جهاز الاقتصاد والتعديل، ومن اهم الفوائد الاقتصادية لهذا الجهاز انه يمكّن من الاقتصاد في العملة بنسبة تفوق ال 65 بادماجه تقريبا 70 من القطع والمواد من السوق المحلية... ويؤكد السيد البوسليمي ان الجهاز يمكّن من اقتصاد في الطاقة بنسبة تتراوح بين 40 و48 بالاضافة الى التمديد في صلوحية الفوانيس الكهربائية. ويضيف المتحدث ان الجهاز قد حاز على موافقة المركز التقني للصناعات التقليدية الميكانيكية والكهربائية جودة ونوعية المنتوج وعلى موافقة الشركة التونسية للكهرباء والغاز لاستعماله بشبكة التنوير العمومي. وارتبط البحث والتجارب التي اجريت من اجل الحصول على الجهاز المشار اليه في اطار تطبيق القرارات الرئاسية والمتعلقة بمجال التحكّم في استهلاك الطاقة والنهوض بالطاقات المتجددة وتوصيات مجلس الوزراء المتعلقة بتحديد كلفة تركيز التجهيزات وتعديل الضغط على مستوى شبكات التنوير العمومي للبلديات ووضع برنامج طموح على مدى خمس سنوات من اجل الحدّ من استهلاك الطاقة. وفي دراسة انجزها فريق البحث حول الاربعين الف وحدة (من مقتصد الطاقة) المفترض تركيزها في كامل البلاد في الفترة القادمة يتوقع ان يبلغ حجم الطاقة المقتصدة في العام الواحد 124.585 مليون اورو (اي حوالي 186 مليون دينار) في حين ان الاعتماد على الكفاءات المحلية والتصنيع الوطني سيمكّن من اقتصاد في حدود 90.860 مليون اورو (اي حوالي 135 مليون دينار) ويأمل المشرفون على هذا الابتكار ان يمنح مشروعهم المزيد من الدعم خاصة من طرف البنوك والمؤسسات المالية من اجل العمل على تدعيم تصنيعه وتسويقه على الوجه المطلوب. مستحضرات بحرية ومن خلال علم الفيزياء الكمية وارتباطا بعلوم الطب والعلاج الانساني ومعرفة حياة الانسان بالطب الكمي وفي اطار بحث شراكة بين كلية العلوم (البروفيسر عبد اللطيف الشيحي المختص في علم الاحياء الدقيقة) واحدى الشركات الخاصة وبرعاية من كتابة الدولة للبحث العلمي والتكنولوجيا امكن الحصول على نتائج جيدة تعطي للانسان امكانية اللياقة والصحة الجيدة وخاصة التهذيب الحيوي للتسنّن (الشيخوخة) اي عبر العلاج المائي والمناخ الطبيعي، واستطاع باحثون تونسيون من بينهم الدكتور ابراهيم الدريدي من استخراج مستحضرات بحرية (العلق النباتي البحري) ومركّزات بحرية اخرى وتنويعها عبر التقنيات الاحيائىة للتعديل الحيوي للكائن الحي. يقول السيد ابراهيم الدريدي : لقد تخصصنا بحكم حاجيات السوق في الساحة الصحية المتجهة خاصة لتهذيب الشيخوخة بالتعديل الحيوي ونحن حاليا في مرحلة اعلام وتمرين عدد من الحرفاء الذين يملكون فنادق ومراكز صحية استشفائية بحرية واستشفائية معدنية لاستعمال الطريقة الجديدة التي هي جواب لشريحة كبيرة من متساكني اوروبا والبلدان الصناعية الذين وفّروا لتونس سوقا كبييرا عن طريق السياحة او التسويق. ويضيف المتحدث: وقد تمكنت تونس عبر المستحضرات البحرية من الدخول الى السوق الاوروبية بمنتوج رائد ومتميّز وقد كوّنا الى حد الآن شركات في روسيا وفرنسا وتتعاون معنا حاليا شركات في البلدان الاسكندنافية قصد بعث فرع هناك. وأشار السيد الدريدي الى ان ادخال المستحضرات للمواطن التونسي هي في طريقها الى التنفيذ حاليا عبر فترة نقاهة لتهذيب الشيخوخة او عبر تسويق مستحضرات منخفضة الثمن تريح الانسان من آلام العضلات والمفاصل والعمل الآن جار من اجل تنفيذ برنامج للتوزيع على المستوى الوطني ونحو الجزائر الشقيق (مراهم جلدية وشامبوا بحري لعلاج تساقط الشعر..) كما يتم العمل حاليا على تجهيز بعض «الحمامات» التقليدية بعدد من المستحضرات التي يمكن استغلالها بأثمان منخفضة بالاضافة الى تدعيم المراكز الصحية التي تستعمل العلاج بالمياه المعدنية عبر خلط هذه المياه بتلك المستحضرات البحرية التي ليس لها اي ضرر على الاطلاق بالانسان.