تعيش منطقة جرجيس، هذه الفترة، على وقع ازمة التعليم، من جهة والتحاق تلاميذ بقوارب الموت من جهة أخرى، فانسداد الافق وتواصل تعطل الدروس، جعل عشرات من التلاميذ في جرجيس ينقطعون عن الدراسة ليتحول بعضهم الى السواحل الايطالية، على متن قوارب موت، في حين يخطط البعض منهم لجمع المال للحرقة. ولئن كانت هذه الظاهرة قديمة، الا انها عادت بقوة لتعصف بعشرات تلاميذ المعاهد والمدارس الاعدادية بالمنطقة، مما جعل عددا من المربين والعائلات، يطلقون صيحة فزع لأطراف النزاع حتى يستعيدوا وعيهم. وامام تواصل أزمة التعليم وغياب الرؤية لعدد من تلاميذ جهة جرجيس، الذين قرروا الانقطاع عن الدراسة والتحول الى جزيرة لامبدوزا، فمن سيتحمل مسؤولية الخطر الذي سيلحق بهؤلاء الاطفال، خاصة ان منطقة جرجيس تشهد انتعاشة هامة للهجرة السرية. لقد جعلت ازمة التعليم الصارخة والمتواصلة، العديد منهم ينفرون مقاعد الدراسة ليلتحقوا بقوارب الموت في جرجيس التي تعد من اهم النقاط التي تنظم فيها رحلات لمهاجرين سريين من بينهم اطفال وعائلات. وأنت تتجول في شوارع جرجيس الرئيسية، ستجد محلات تجارية تحمل اسماء ايطالية، منها لامبدوزا مما يؤكد ان الحلم بالضفة الاخرى متجذر بالمنطقة، واهاليها يعتبرون ان الفضاء الاوروبي هو الذي سيحقق امالهم وطموحاتهم، بعد ان همشتهم الدولة.