خاضت المقاومة العراقية امس معارك شوارع عنيفة مع القوات الامريكية في الفلوجة وأعلنت سيطرتها على مناطق مهمة من المدينة في الوقت لذي اقر فيه احد قادة «المارينز» بأن قواته لم يسبق لها ان واجهت قتالا مثل الذي واجهته في الفلوجة. وفي ضوء استمرار القتال استعد مسؤولون امريكيون عودة وشيكة للاهالي الى مدينتهم لكن حكومة علاوي بعثت ب «اشارات» قالت فيها ان هذه العودة ستبدأ غدا الخمس. وقد عاود الطيران الحربي الامريكي مساء امس الاول قصف مناطق متفرّقة من مدينة الفلوجة وفق ما ذكرته مصادر صحفية أمس. وحسب المصادر ذاتها فإن القصف الامريكي استمر بصفة متواصلة منذ الاحد الماضي وحتى مساء امس الاول في الوقت الذي تواصلت فيه الاشتباكات بين المقاومين و»المارينز». معارك... شوارع وأكّدت مصادر متطابقة ان مواجهات عنيفة جرت امس في العديد من أحياء الفلوجة وخاصة في الجنوبية والشرقية بين المقاومة والقوات الامريكية حيث سمعت اصوات عدّة انفجارات تدوي في الحي الصناعي. وأعلن احد قادة «المارينز» أمس أن القتال لا يزال مستمرا من شارع الى شارع فيما تقوم آليات امريكية بمحاولات متكرّرة لاختراق الدفاعات المسلحة للمقاومين في الاحياء الجنوبية من المدينة. وصرّح قائد «المارينز» الذي رفض الافصاح عن اسمه بأن قواته تواجه قتالا شرسا لم يسبق لها ان شهدته منذ اجتياح الفلوجة في الثامن من نوفمبر الماضي. ووصف العسكري الامريكي سكان الفلوجة بأنهم «معادون» للأمريكيين، وقالت مصادر في المقاومة العراقية بالمدينة إنها تمكنت من استعادة نحو 60 بالمائة من مساحة الفلوجة بعد معارك الايام السبعة الماضية. وأضافت أنها باتت تحكم سيطرتها على اجزاء كبيرة من حي الجولان بشمال الفلوجة مؤكّدة انها كبدت قوات الاحتلال الامريكي خسائر اضافية وقصفت قواعد وتجمعات امريكية بالقذائف الصاروخية بالقرب من حي الجولان. وحسب ذات المصادر فإن المقاومة تمكنت من تدمير عدّة آليات امريكية خلال اشتباكها مع الغزاة واستولت على ذخائر وأسلحة ل «المارينز» في المدينة. تقديرات عراقية وامريكية وفيما يزداد الوضع احتداما في الفلوجة تزداد امكانية عودة الاهالي الى مدينتهم تعقيدا من يوم لاخر حتى أن الامريكان باتوا يعتبرونها مستحيلة أصلا. واعتبر الجنرال مايكل بولك، ضابط العمليات في مجموعة الشؤون المدنية في قوات المارينز في الفلوجة أمس أن مهلة عودة الاهالي الى منازلهم تتراوح بين سبعة وعشرة ايام. وقال الجنرال جون كايل وستون، مستشار القوات الامريكية المنتشرة في الفلوجة من جهته «إذا جرت معارك كبرى فذلك سيغير الوضع تماما». وكان ضابط امريكي اخر رفض الكشف عن هويته قال «إن العودة تبدو غير محتملة لاننا مازلنا نواصل مواجهة المتمردين في المدينة». واعتبر ضابط امريكي اخر ان عودة النازحين تعقد مهمة الجيش الامريكي مضيفا «يكفي جنودنا ما يواجهونه مع المتمردين»، على حد وصفه مشيرا الى ان مهمة الجنود الامريكيين هي المواجهة وأنها ليست مؤهلة بما فيه الكفاية للقيام بأعمال الشرطة. لكن الحكومة العراقية تبدو اكثر «تفاؤلا» حيث أعلنت امس مجدّدا انه سيتم البدء في اعادة النازحين الى منازلهم ابتداء من يوم غد الخميس. من جانبه ربط مصدر مقرب من هيئة علماء المسلمين بين الاعلان عن هذه العودة والانتخابات المقرّرة في موفى جانفي القادم والتي دعت الهيئة الى مقاطعتها اثر الهجوم الامريكي الكبير على الفلوجة. واعتبر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الاعلان عن عودة الاهالي في الظروف الحالية يعد موقفا دعائيا وسياسيا مرتبطا بالانتخابات. وقال «إننا نتمنى للاهالي عودة لائقة تحقق لهم حياة كريمة وتخدم مصالحهم».