تتغير واجهات المحلات وتنتشر مظاهر الزينة في كل مكان استعدادا لاستقبال سنة إدارية جديدة ومع ان الاحتفال بهذه المناسبة هي عادة غربية بحتة حيث يتم الاستعداد لها في الغرب قبل عدة شهور من حلولها وتفوق طرق الاحتفال بها كل التوقعات إلا أن مجتمعاتنا العربية تبنت هذه العادة وأصبح الاحتفال بقدوم رأس السنة الميلادية مناسبة اجتماعية هامة يحرص الجميع على الاحتفال بها بطرقهم الخاصة، والأكيد ان الشباب من أكثر الفئات الاجتماعية حرصا على استقبال رأس السنة الميلادية. ولرصد مظاهر احتفال الشباب ببداية العام الجديد «الشروق» التقت مجموعة منهم وتحدثت إليهم بخصوص كيفية احتفالهم بهذه المناسبة ورأيهم في هذه العادة الاجتماعية الجديدة. **عادة دخيلة أشار عديد الشبان أن الاحتفال من قبل المجتمع التونسي وباقي المجتمعات العربية هو عادة دخيلة على عاداتنا العربية والاسلامية فهي مجرد تقليد للغرب والمشي على نهج حياتهم، ولهذا يرفض هؤلاء الاحتفال بمناسبة رأس السنة ويرى عماد أن التونسي يسعى دائما إلى تحميل نفسه مصاريف ونفقات أكثر من طاقته هو في غنى عنها ويشاطره هادي الرأي قائلا: «كان من الأجدر للتونسي توجيه المال الذي ينفقه خلال رأس السنة الادارية في شرائه للحلويات التي ترتفع أسعارها بشكل غير عادي إلى قضاء بعض أموره الضرورية. وتؤكد رحمة سعيدان بدورها أنها وعائلتها لا يحتفلون بهذه المناسبة وترى أن الليلة الفاصلة بين عام انتهى وسنة بدأت ليلة عادية مثل سائر الليالي ولهذا السبب لا تحتفل بها انطلاقا من قناعتها الشخصية. **لمّة عائلية وهدايا رمزية يجمع عدد هام من الشباب المستجوب أن الاحتفال برأس السنة الميلادية مناسبة هامة حتى وان كانت دخيلة على مجتمعنا العربي والإسلامي. وتقول ايناس قسومي ان هذه المناسبة تمنحنا الفرصة للالتقاء بأهلنا وأقاربنا. فنحن نحتفل بها في إطار عائلي نتناول القليل من الحلويات ونتجاذب أطراف الحديث ونستقبل سنة إدارية جديدة وكلنا تفاؤل وأمل. هناء بياص أيضا ترى أن «اللّمة» العائلية من أروع ما تجود به هذه المناسبة علينا ولهذا السبب تحرص هناء على قضاء رأس السنة بين أحضان عائلتها وهي أنسب طريقة للاحتفال بحلول العام الجديد. الآنسة خولة الورتاني تقول إن تقديم هدية رمزية كباقة ورد أو بطاقة بريدية لأعز صديقاتي تعتبر ضرورية وتعبر عن مدى ارتباطي بهذه الصديقة أو حبي لها كما ان السهرة العائلية التي ننظمها خلال ليلة رأس السنة الميلادية من أعز السهرات التي تظل خالدة في ذاكرتي فالأجواء العائلية تكون ممتعة جدا ونحن نقسم كعكة الحلوى وننتظر بفارغ الصبر حلول ساعة الصفر المعلنة عن توديع سنة واستقبال أخرى وكلنا تفاؤل بأن يكون العام الجديد أحسن من العام المنقضي. الشاب سمير المغراوي هو أيضا من أنصار السهرات العائلية التي يرى أنها أكثر دفئا وأحسن مكان يمكن أن نستقبل فيه السنة الجديدة ويشير إلى أن تناول المرطبات وتبادل بعض البطاقات البريدية بين الأصدقاء والرسائل الالكترونية من القواعد والأشياء التي يحرص الشباب على القيام بها خلال نهاية كل سنة. **سهرات لا تنسى الأجواء الصاخبة والأماكن الترفيهية تستهوي الكثير من عشاق السهرات الخاصة من الشباب الذين يقصدون الملاهي الليلية والفنادق الفاخرة للاحتفال برأس السنة. وخولة من الذين يحبذون استقبال السنة الجديدة ضمن مجموعة من الشباب وتقول خولة: من العادة أن احتفل بالعام الجديد رفقة أهلي في إطار عائلي لكنني معجبة جدا بطريقة الاحتفال برأس السنة بشكل جماعي ورغم أنني لم أحتفل بهذه المناسبة بأحد الفنادق إلا مرة واحدة لكن هذه الحفلة لا تزال راسخة في ذهني إلى حدّ الآن. ويشير مراد إلى أن هذه الليلة تشكل منعرجا هاما في حياة الانسان لذلك أرى أن يكون استقبالها بطريقة خاصة جدا ويضيف أنا معجب كثيرا بالطريقة الأوروبية في الاحتفال برأس السنة الميلادية وأتساءل لماذا لا يتم الاحتفال بها على الطريقة ذاتها في البلدان العربية مادمنا نستعمل النظام الاداري ذاته؟