القدس المحتلة نابلس (وكالات) قالت امس تل ابيب ان تصريحات محمود عباس مرشح حركة «فتح» لانتخابات الرئاسة الفلسطينية «لا تبشر بخير» باعتبار انه اعلن تمسك الفلسطينيين بحق اللاجئين في العودة وبالقدسالمحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة. ومع بروز مؤشرات على «صدام» محتمل بين شارون وعباس استمرت الاعتداءات الصهيونية على الارض مخلفة مزيدا من الشهداء والخراب في الضفة والقطاع. وتعقيبا على تصريحات أبي مازن في اول تجمع انتخابي برام الله في مستهل حملته الانتخابية وصف امس وزير الخارجية الصهيوني سيلفان شالوم تصريحات محمود عباس حول القدس واللاجئين تحديدا بالخطيرة. «أبو مازن» وإرث عرفات وبدت تصريحات عباس خطيرة في نظر شالوم وغيره من المسؤولين الاسرائيلين لأنها ترجمت تشددا واضحا من جانب رئيس منظمة التحرير في ما يخص ثوابت التسوية مقارنة بموقف أبي مازن المعارض لعسكرة الانتفاضة. وقال شالوم في مقابلة مع الاذاعة العبرية ان خطاب عباس لا يبشّر بخير باعتبار انه لا يمكن اعتباره خطابا انتخابيا فقط مضيفا ان مثل هذا الخطاب المتشدد (في نظر حكومة شارون) جاء في الوقت الذي لاح فيه مجددا الامل بالتوصل الى السلام في المنطقة. وحسب تعبير الوزير الصهيوني فإنه لا يمكن الترويج لما سماه «الاوهام» حول القدس واللاجئين. واستنكر شارون عزم محمود عباس الى الحفاظ على ارث الرئيس الراحل ياسر عرفات زاعما ان هذا الإرث هو «الارهاب». وزعم وزير الخارجية في حكومة تل ابيب ان الكيان الاسرائيلي يعمل كل ما بوسعه لتيسير اجراء الانتخابات الفلسطينية معبّرا عن امله في ان يغيّر «ابو مازن» اتجاهه ويتصرف بمزيد من الواقعية حسب قوله. وغداة تصريحاته «المتشددة» حول ثوابت الحل خصوصا في ما يتعلق بالقدس واللاجئين، اعلن ابو مازن اول امس مجددا معارضته لما يسميه «عسكرة الانتفاضة» معتبرا ان من غير الممكن ان تؤدي المقاومة المسلحة الى تحقيق ما يقدر الحل السياسي على تحقيقه. وأضاف في لقاء مع رجال أعمال بالبيرة الملاصقة لرام الله: نحن متمسكون بالحل السياسي وخيار السلام واعتقد بكل وضوح ان الحل العسكري ممكن.. الطريق الوحيد هو خيار السلام. وحسب قول محمود عباس فإن موازين القوى الحالية لا ترجح كفة المقاومة المسلحة. عدوان يومي وعلى الميدان تواصلت امس الاعتداءات الاسرائيلية في الضفة الغربية كما في قطاع غرة. واغتالت امس وحدة خاصة من الجيش الاسرائيلي القيادي في كتائب شهداء الاقصى وائل الرياحي ( 35 عاما) في مخيم بلاطة على مشارف نابلس. وأصيب الشهيد في الرأس والبطن برصاص افراد الوحدة الخاصة الذين كانوا متخفين في لباس مدني. وفي الضفة الغربية ايضا نفذ الجيش الاسرائيلي توغلات في عدة مدن وبلدات واعتقل عديد الفلسطينيين في سياق الملاحقة المستمرة للمقاومين. وأصيبت امس فلسطينيتان احداهما حامل بنيران قوات الاحتلال في رفح بجنوب قطاع غزة. ووصفت مصادر طبية حالة احدى الجريحتين بالخطيرة. وفي القطاع ايضا توغلت امس قوة صهيونية في بلدة القرارة قرب خان يونس وطلبت من 22 عائلة اخلاء منازلها.