قال وزير العدل الأمريكي الأسبق رمزي كلارك إنه قرر المشاركة في الدفاع عن الرئيس العراقي صدام حسين نظرا لصعوبة تحقيق العدل في العراق اليوم مؤكدا أن الحقد والكراهية اللذين أبداهما الرئيس الأمريكي جورج بوش علنا ازاء الرئيس العراقي تجعل من الصعب حصول صدام وكبار مساعديه على محاكمة عادلة. وقال كلارك إن الولاياتالمتحدة وادارة بوش تحديدا كانت وراء حملة للهجوم على صدام والانتقاص من قيمته وان لها مصلحة سياسية في ادانته. وأضاف كلارك أنه في ظل هذا الجو أصبحت محاكمة صدام محاكمة عادلة أمرا مستحيلا مع أن المحاكمة يجب أن تكون عادلة من أجل مستقبل الديمقراطية في العراق على حد قول كلارك. وأوضح الوزير الأمريكي الأسبق أن المحاكمة ستقوم بكتابة التاريخ وستترك أثرا على تطلعات المصالحة داخل العراق. وكان كلارك يكتب في صحيفة لوس انجلس تايمز التي نشرت من قبل ردودا على تصريحات كلارك خلال زيارته إلى العاصمة الأردنية عمان واعلان نيته الانضمام إلى هيئة الدفاع عن صدام حسين. وأكد كلارك أن قراره المشاركة في الدفاع عن صدام يتجاوب مع كل ما كرس حياته للدفاع عنه من قضايا واعتبر أن قراره صائب لأسباب منها أن صدام حسين والمسؤولين العراقيين السابقين يجب أن يعين لهم محامين لمساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم أمام التهم الموجهة اليهم وهذا أمر طبيعي يدعمه كل شخص يدعم العدل والحقيقة وحكم القانون. وأضاف كلارك أن القانون الدولي والدستور الأمريكي يضمن حق التمثيل القانوني الحقيقي لأي شخص اتهم بجرائم والوضع صار ضروريا في المحاكمة السياسية لصدام خاصة أن الحقيقة والعدل صارا من الصعب تحقيقهما في ظل الوضع الحالي في العراق. فالحرب أدت إلى وفاة آلاف المدنيين العراقيين كما خلف الغزو دمارا هائلا للممتلكات. وتابع كلارك أن الرئيس الأمريكي الذي بادر إلى الحرب وأشرف عليها أبدى حقدا كبيرا على صدام حسين حيث تحدث علنا عن أن الرئيس العراقي يستحق عقوبة الاعدام. وعن احتجاز صدام قال الوزير الأمريكي في ادارة ليندون جونسون لقد احتجز صدام بطريقة غير قانونية لمدة عام ودون السماح لأفراد عائلته بمقابلته أو باختيار محام. ثم شوهد بعد ذلك وحيدا يواجه قاضيا غير معروف وقد قطع تماما عن العالم الخارجي ويحيط به نفس الجنود الأمريكيين الذين قاموا باساءة معاملة الأسرى في غوانتنامو وأبو غريب. وأكد كلارك أن محاكمة الرئيس العراقي لن تكتمل قبل أن يختار صدام حسين محاميه حيث يقوم المحامون بالاتصال به والحصول على لقاء ويراجعون معه الأدلة وأحداث العام الماضي والظروف التي قادت الى اعتقاله وتفاصيل معاملته. وأضاف كلارك يجب أن يحصل محامو صدام على الوقت اللازم لمناقشة اجراءات المحاكمة وظروف المحكمة والاتهامات التي قد تقدم ضده وعليهم الحصول على الوقت الذي يطلبونهم لاعداد دفاعهم. ودعا كلارك الفريق القانوني والمحققين الى القيام بعملهم دون تدخل أي جهة وعليهم التأكد من ظروف اعتقال موكلهم والنظر في ما اذا كانت تسمح له بالمشاركة بشكل كامل في مجريات المحاكمة. وأكد كلارك أن القانون الدولي يطالب باستقلالية المحكمة وحيادها وفاعليتها وهو ما تفتقده المحكمة الخاصة بمحاكمة صدام.