أقال المجلس الوطني الانتقالي أمس «حكومة المعارضة» وأوقف عددا من كبار المعارضة الليبية المسلحة على خلفية اغتيال القائد العسكري للثوار عبد الفتاح يونس، فيما أكد عناصر المعارضة عزمهم التوجه إلى مدينة «الزاوية» بعد بسط سيطرتهم على مدينة «بئر الغنم». وقال المتحدث باسم المعارضة الليبية المسلحة إن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي علّق أعمال المكتب التنفيذي الذي يرأسه محمود جبريل. وأضاف محمد الكيش أن عبد الجليل طلب من محمود جبريل إعادة تشكيل فريقه مشيرا إلى أن البعض من أعضاء «التنفيذي» لن يعاد تعيينهم. ويضم المجلس التنفيذي 15 عضوا يتولون إدارة شؤون الأراضي التي يسيطر عليها عناصر المعارضة المسلحة شرق ليبيا. كما أورد شمس الدين عبد المولى المدير الإعلامي للمجلس أن المقالين من المكتب ارتكبوا أخطاء إدارية هم مسؤولون عنها بالأساس. ويأتي قرار إقالة «حكومة المعارضة» بعد عشرة أيام على اغتيال القائد العسكري للثوار عبد الفتاح يونس والذي فجّر مقتله ا لعديد من التكهنات حول إمكانية وجود انقسام كبير صلب «الانتقالي». ومن جهته أكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي أن إقالة المجلس التنفيذي ليس لها أية علاقة بما تشهده مدينة «بنغازي» في الفترة الأخيرة من صراعات واختراقات أمنية وأضاف أنه لا علاقة للثوار الليبيين باغتيال عبد الفتاح يونس واصفا عملية التصفية ب«المؤامرة» والتي يبحث من ورائها إلى إحداث انشقاق في صفوف الثوار. وفي سياق متّصل أشارت مصادر إعلامية مطلعة إلى أن الخلاف القائم بين الشق الليبيرالي ونظيره الإسلامي صلب «الانتقالي» شكل بؤر توتر أدت إلى الإطاحة بحكومة جبريل. واعتبرت صحيفة «القدس العربي» استنادا إلى مصادر شبه مؤكدة أن سياسة الليبراليين وأسلوب تعاطيهم مع مستجدات الملف الليبي وسّع من هوّة الخلاف مع الإسلاميين. وأضافت أنه من أهم نقاط الانفصال: العلاقة مع الفيلسوف الصهيوني برنار ليفي مستقبل القيادات السياسية والعسكرية في نظام العقيد وإمكانية انخراطهم في العمل صلب الانتقالي، وغيرها من النقاط الأخرى. ...إلى الزاوية ميدانيا توافقت معظم المصادر الواردة من غرب ليبيا على سيطرة المعارضة المسلحة على مدينة «بئر الغنم». واعتبرت المعارضة أن بئر الغنم باتت أكبر تجمّع سكاني في «وسط غرب ليبيا» تحكم سيطرتها عليه مضيفة أنها باتت أيضا المنطقة الأقرب إلى العاصمة طرابلس حيث تفصلها عنها قرابة 80 كيلومترا وأكدت أنها ستتجه إلى مدينة الزاوية 50 كيلومترا غرب طرابلس وستسعى بذلك إلى قطع شريان الحياة الوحيد الرابط بين العاصمة والعالم الخارجي. وأقرت بصعوبة المهمة وضراوة القتال مع القوات النظامية التي تعتبر أكثر كفاءة وتدريبا وأحسن تسليحا لا سيما أن مخزون الأسلحة لديها قارب على النفاد. إلا أنّها عبرت عن تصميمها على إنهاء المعركة لمصلحتها في أقرب الأوقات. غارات أطلسية ليلية من جهتها أغارت مقاتلات الأطلسي الليلة قبل الماضية وفجر أمس بطريقة مكثفة وعنيفة لم يسبق لها مثيل منذ أشهر. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شاهد عيان قوله إن القصف الجوي أدى إلى اشتعال ألسنة اللهب في منطقة «الفرناج» شرق طرابلس وأن القصف استهدف على الأرجح معسكرا به ذخيرة حسب رواية الشاهد. ولم ترد بعد تقارير عن وقوع إصابات أو جرحى في الهجوم.