في الليلة الرابعة عشرة بدأت شهرزاد تقص على الملك شهريار بقية الحكاية فقالت: التفت السلطان الى الشاب وقال له وأين ذهبت هذه المرأة الشريرة. فقال له الشاب: في المدفن الذي فيه العبد تجيء إليه في كل مرة وفي طريقها إليه تأتيني وتشبعني لكما ولطما وضربات السوط ولا تكف عني إلاّ بعد أن تجلدني مائة جلدة وأنا أبكي وأصيح ولا ترحمني ثم تذهب الى العبد فتسقيه نبيذا وبقى السلطان إلى جانبه يحادثه إلى أن جاء الليل فانتظر الى أن حان وقت السحر فتجرد من ثيابه وتقلد سيفه ونهض الى المكان الذي فيه العبد فقتله ثم حمله على ظهره ورماه في بئر كانت في القصر ثم عاد ولبس ثياب العبد وانتظر مجيء الساحرة. وعند دخولها جردت ابن عمها من ثيابه وأشبعته ضربا. فقال لها ارحميني فقالت له: وهل رحمتني أنت حين حرمتني من عشيقي؟ ثم نزلت الى العبد ومعها الأكل والشرب ودخلت عليه القبة فبكت وولولت. فتكلم السلطان بصوت خافت واعتقدت أنه العبد وقال لها: لقد أرهقتيني كثيرا وتسببت لي في ألم على امتداد النهار من جراء بكاء وصياح زوجك فأنت تطنبين في ايذائه مما حرمني من النوم ليلا نهارا. فقالت له: وماذا تطلب، فقال لها: حريره من السحر، فقالت السمع والطاعة وفي لحظات عدت الى طبيعتي الأصلية. فقالت زوجتي: أريد منك أن ترحل حالا. والتفتت الى العبد وظنت أنه بدأ يشفى وقالت له أرضيت يا حبيبي. فقال لها: لا، لقد حققت لي الجزء ولم تحقق لي الكل، وأنا لا أشفى إلا إذا أعدت المدينة وما حولها وما فيها الى طبيعتها الأصلية فقالت له سيتم ذلك بعد قليل وأخذت ماء ورشته وهناك أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.