دلفت شهرزاد تروي حكاية الليلة الثامنة عشرة فقالت: بعد قليل طرق الباب ففتحت احداهن الباب وإذا 3 صعاليك عرضوا على الفتيات السمر معهن فاشترطن عليهم عدم التدخل في ما لا يعنيهم فوافقوا وبدأوا في الغناء والمزاح. وارتفعت الاصوات وكثر الضجيج والهرج. وصادف أن خرج هارون الرشيد مع وزيره جعفر البرمكي يتفقد أحوال الرعية. وكانا متنكرا فسمع الضجيج والهرج فقال لوزيره: لا بد أن ندخل، وطرق الوزير الباب ففتح لهما. فقال جعفر البرمكي نحن تاجران قدمنا من البصرة وقد تركنا بضاعتنا في الخان. وقد أخذ منا الأرق فخرجنا نتجول في شوارع بغداد حتى وصلنا الى هنا فسمعنا أصوات الغناء فأردنا أن نسهر معكم. فقالت البنت الكبرى: شريطة أن لا تتدخلا في ما لا يعنيكما. فقالا: السمع والطاعة. وبعد أن لعبت الخمرة بالرؤوس بدأ كل واحد يتمنى الفوز بواحدة منهن ويعبّر عن ذلك باستثناء الوزير جعفر البرمكي الذي التزم بما تعهد به، وبدأ الاخرون يتساءلون عن سر ضرب البنات لكلبتين ضربا مبرحا. ولما تمادوا في التساؤل والهمس صفقت احداهن فشقت كل واحدة منهن ثيابها وألقت بنفسها مغشيا عليها حتى انكشف جسدها ولما أفقن صاحت الاخت الصغرى فانشق الجدار وخرج منه 7 عبيد مدججين بسيوفهم وتوجهوا نحوهم وقالوا للأخوات الثلاث إن أردتن قتلهم فلن نتأخر عن ذلك. فقالت الأخت الكبرى: اتركوهم حتى نتعرف عن هويتهم قبل ضرب أعناقهم. ووقتها أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح وقالت لشهريار في الليلة القادمة نرى يا مولاي الملك السعيد ذي الراي السديد ماذا ستفعل الاخوات الثلاث بالمال ومن معه.