شرعت شهرزاد تقصّ على شهريار بقيّة القصة وقالت له: وفي ساعة متأخرة من الليل دخل أخوايا مقصورتي ورمياني في البحر. ولم أقف إلا وأنا على ربوة وزوجتي الى جانبي وهي تقول لي: أنا زوجتك وأنا جنية وقد أنقذتك من الهلاك وطلبت من أختي الجنية أن تسحر أخويك اللذين أرادا قتلك الى كلبتين، ولما سمع الجني كلام الشيخ الثاني قال له لقد وهبت لك الثلث الثاني لدم التاجر. صمتت شهرزاد قليلا ثم قالت له أما الشيخ الثالث يا مولايا شهريار فقد بدأ يسرد حكايته وقال: هذه البغلة هي زوجي غبت عنها سنة كاملة من أجل اسعادها وتلبية كل رغباتها وعدت ذات ليلة ودخلت غرفة نومي ففوجئت بزوجتي عارية وبجانبها عبد أسود. ولما رأتني قفزت من السرير ورشّتني بماء وقالت لي تحول الى كلب. وأصبحت كلبا أقف أمام دكان الجزار أقتات من العظام حتى حملني الجزار ذات يوم الى منزله فصاحت ابنته وقالت لأبيها ان هذا الكلب رجل مسحور فطلب منها أن تعيدني الى صورتي الأولى ففعلت وطلبت منها أن تسحر زوجتي فسلمتني ماء وطلبت مني أن أرشه على زوجتي واختار لها ما أريد ففعلت واخترت أن تتحول الى بغلة. فأعجب الجني بهذه الحكاية وقال الشيخ الثالث لقد وهبت لك الثلث الآخر من دم التاجر. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح فقالت لها أختها دنيازاد ما أحلى كلامك يا أختاه. اكملي لنا الحكاية، فقالت شهرزاد حكاية الليلة القادمة أحلى إذا أبقاني الملك شهريار على قيد الحياة، فقال لها شهريار واللّه لن أقتلك حتى أسمع بقية الحديث.