شرعت شهرزاد تروي حكاية الليلة السابعة عشرة، وقالت اعلم أيهال الملك السعيد يا صاحب الرأى السديد ان الفتيات عفين على الجمال والصعاليك الثلاثة ثم التفتت احداهن وسألت أمير المومنين ووزيره وقالت لهما وأنتما من تكونان؟ فتكلم هارون الرشيد وقال نحن من أعوان أمير المؤمنين خرجنا لتفقد أحوال الرعية ولما مررنا أمام هذه الدار سمعنا الغناء والطرب فدخلنا ونخشى ان يسمع بنا أمير المؤمنين فيعاقبنا شر عقاب. فقالت الكبرى وأنتما أيضا قد عفونا عنكما فاخرجا حالا. ومن الغد أمر أمير المؤمنين هارون الرشيد وزيره جعفر باحضار الصعاليك والبنات والكلبتين، فلما حضروا اكتشفوا ان الذي كان معهم الليلة البارحة هو أمير المؤمنين بعينه. تقدمت الأخت الكبرى وقالت: اعلم يا أمير المؤمنين ان هذين الكلبتين هما اختاي من أم أخرى غير أمي وكنت أنا أصغرهن سنا تزوجتا وسافرتا مع زوجيهما بعد ان أخذت كل واحدة منهما ألفى دينار من خمسة ورثناها عن والدنا ولم أتحصل أنا الا على ألف دينار وبعد فترة عادت الاختان بعد ان طلقهما زوجاهما اللذان أضاعا كل المال فاشفقت لحالهما وألبستهما أفضل لباس ومرة أخرى تزوجتا من جديد وفشلتا مجددا فقلت لهما: لا تحزنا فأنا أختكما واقتسمت معهما ما تحصلت عليه من مال من تجارتي. ومرت الأيام وقررت أن أسافر الى بلد بعيد للتجارة فقلت لهما ان أردتما البقاء هنا فلكما ذلك وان أردتها السفر معي فجهزا نفسيكما فقالت لي اختاي نفسافر معك. وسافرنا الثلاثة ونزلنا في بلد جميل أبهرتنا فيه معروضاته من الملابس الفاخرة والاواني البديعة والجواهر الثمينة ولكننا فوجئنا بأن كل متساكنيها أصناما لا تتحرك وتجولنا في شوارع المدينة حتى وصلت الى قصر فخم، دخلته وبداخله كان كل شيء به لا يتحرك وفجأة سمعت صوت آدمى التفت اليه فإذا به شاب جميل أنيق كلمني وكلمته وتبين لي بعد حديثه انه ابن ملك هذه البلاد التي غرقت في السحر الذي لم ينج منه الا هو خطبني فقبلت واشترطت عليه مرافقتي الى بلدتي لنعيش معا هناك، جمعنا من الذهب والمجوهرات ما استطعنا حمله ثم التحقنا بالمركب ولما رأتني أختاي مع هذا الشاب الوسيم حسدتاني فقلت لهما خذا ما جمعناه من مال ومجوهرات فيكفيني هذا الزوج. قال الملك شهريار وهل اقتنعت الاختان وهل تم الزواج بين الشاب والاخت الصغرى فقالت شهرزاد الآن يا مولاي الملك السعيد قد أدركنا الصباح ولابد ان أسكت عن الكلام المباح وفي حكاية الليلة القادمة سأقص عليك بقية الحكاية.