بدأ سمر الليلة الثامنة عشرة وجلس الملك شهريار على الفراش والى جانبه شهرزاد التي قال لها أنا في شوق كبيرلمعرفة ما صار بين الاخوات الثلاث. فقالت له شهرزاد: اعلم يا مولاي ان البنت الصغرى لما أعلمت أختيها بنية زواجها من الشاب وأعلنت عن تنازلها عن كل المجوهرات كانت تدرك حسد أختيها لها. تظاهرت الاختان بالقبول والفرح. ونام الشاب الى جانب زوجته. وفي ساعة متأخرة من الليل دخلتا عليهما ورمتا بهما في البحر. انتفض الملك شهريار من مكانه وقال لها: إنهما غدارتان وماذا حدث للشاب وزوجته؟ قالت شهرزاد: لنترك البنت الصغرى تقص حكايتها على أمير المؤمنين هارون الرشيد حيث قالت، لما رمت أختاي بي وبزوجي في البحر غرق زوجي لأنه لم يكن يحسن السباحة في حين نجوت أنا لان الله قيض لي سبل النجاة اذ عثرت وأنا أسبح يائسة على لوحة مسكت بها الى أن وصلت الى شاطئ جزيرة وجدت بها عينا جارية وثمارا متنوعة. أكلت وشربت وجلست تحت شجرة وارفة الظلال، وبينما كنت استعد للنوم إذ بي أرى حية كبيرة تتجه نحوي وثعبانا ماسكا بذيلها يريد أن يلتهمها. التفت الى يميني فوجدت حجرا كبيرا فرميته فأصاب راس الثعبان وقتله واذا بالحية قد طارت وغابت عن الانظار. أما أنا فقد تعبت ونمت ولما أفقت وجدت تحت قدمي فتاة جميلة تعالجني فسألتها من تكوني أيتها الفتاة؟ فقالت أنا تلك الحية التي أنقذت حياتها. فالثعبان جني وأنا جنية وسألتني عن قصتي. فرويت لها ما فعلته معي أختاي فقالت لي إن الثعبان كان عدوي اللدود وسأجازيك عن اراحتي منه. وطارت بعض الوقت ثم عادت إلي وقالت لي: لقد سحرت أختيك كلبتين من الكلاب السود ثم حملتني وألقت بي فوق سطح داري وودعتني ثم أشارت لي الى احدى الزوايا فرأيت كل الجواهر التي جمعتها مع زوجي من بلاده وقالت لي: هذا كل متاعك فتمتعي به ولكنني أوصيك بأن تجلدي كل كلبة يوميا ثلاثمائة جلدة والا جعلتك مثلهما. وها أنا يا أمير المؤمنين انفذ وصية الجنيةوأختاي تعرفان انني مأمورة ولا دخل لي في عقابهما. والى هنا صمتت شهرزاد عن الكلام المباح وقالت للملك شهريار غدا يا مولاي أتم لك الحكاية وسنرى بقية الحكاية.