كثيرا ما نسمع أن الدراسة سببت للبعض من التلاميذ مشاكل نفسية وضغوطات تصل أحيانا إلى الاكتئاب يؤدّي في اغلب الأحيان إلى العزوف عن الدراسة والانقطاع عنها. لكن ما لا نعرفه هو أن الدراسة تمثل علاجا للاضطرابات النفسية المختلفة التي يمكن أن يتعرض إليها التلميذ؟ يؤكد الدكتور عماد الرقيق المختص في علم النفس أن الدراسة التي توصل إليها علم النفس الحديث والتي تبين أن الدراسة تمثل علاجا فعّالا للاضطرابات النفسية التي يعيشها الطفل والمراهق بين مقاعد الدراسة صحيحة. وقد بين الدكتور عماد أن الطفل والمراهق يمر بعدة حالات نفسية أثناء العودة المدرسية. تتمثل في بعض الاضطرابات النفسية المتعارف عليها كالخوف والرهبة والنفور من الدراسة وغير ذلك من المشاعر السلبية التي تكون عائقا مبدئيا أمام نجاح التلميذ في الدراسة والارتقاء به في سلم العلم والمعرفة. اضطرابات في اغلب الحالات يشعر بعض التلاميذ بالخوف والجزع من الأيام الأولى من العودة المدرسية خاصة في السنة الأولى ابتدائي. أو حالات الاكتئاب وقلق بسبب فشل سابق أو إحباط سابق. وربما يشعر البعض أيضا بالخوف والتوجس من السنة الدراسية الجديدة خاصة تلاميذ الباكالوريا الذين يخشون العام الدراسي قبل الانطلاق فيه. ويشعر التلاميذ الذين انتقلوا من مرحلة الأساسي إلى مرحلة الإعدادي بالخوف وعدم الاطمئنان لاختلاف الإطار المدرسي ودخول مرحلة جديدة قد يظنون أنها أصعب. والأمر ذاته بالنسبة لمن ارتقى إلى مرحلة التعليم الثانوي. .. وغيرها من الاضطراب الممكنة التي يمكن أن يتعرض إليها التلاميذ بصفة عامة. الدراسة فرصة تمثل الدراسة فرصة هامة لتدريب الطفل على بعض السلوكات الجديدة مثل : الاندماج الاجتماعي تكوين صداقات والتعرف على أصدقاء جدد التخلص من الوحدة والعزلة والتشبع بعاطفة الصداقة والحب والعطف والحنان بين الأصدقاء التخلص من الخجل والتدرب على الكلام والتواصل الاجتماعي تعلم الانضباط والنظام وتحسين الهيئة والهندام والسلوك الحضاري. العودة علاج تعتبر العودة المدرسية علاج للطفل والمراهق بما أنها تفتح له أبواب عديدة وتصلح نفسيته وحياته الاجتماعية لذلك فهي فرصة للفرح والابتهاج لدى الطفل والأب والأم. فالدراسة عامة هي علاج لبعض الاضطرابات فمثلا : يمكن علاج الضعف الدراسي بالمثابرة والمراجعة والدروس الخصوصية. ويعالج الخوف من اليوم الأول في الدراسة بالتدرب والتدرج والاندماج في الوسط المدرسي. وتلعب دروس التصوير والرسم والموسيقى والتربية المدنية وهي حصص ترافق التلميذ لسنوات طويلة دورا هاما في توفير التوازن النفسي والاجتماعي له وتعطيه الفرصة لإبراز مواهبه وتهذيب سلوكه وتفريغ الغضب والانفعال والتوتر الداخلي الذي ربما يعيشه داخل عائلته أو في محيطه الاجتماعي الضيق. وتساعده على الترفيه عن نفسه. دور جماعي وحتى تكون الدراسة والعودة المدرسية العلاج المناسب لبعض الاضطرابات النفسية التي يعيشها بعض التلاميذ لا بد من أن تتضافر جهود جميع الأطراف المساهمين في العملية التربوية ( تلاميذ – مربين وإطارات تربوية وأولياء ) لإنجاح العودة المدرسية وجعلها فرصة هامة للتلاميذ للانطلاق نحو عالم جديد من العلم والمعرفة.