بمجرّد توقيع الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح على المبادرة الخليجية، عادت خلايا الانفصال للظهور مرة أخرى حيث طالب أنصار الحراك الجنوبي بفك الارتباط مع الشمال. فيما تجدّدت الاشتباكات بين الحوثيين والسلفيين شمال البلاد مسفرة عن إصابة 26 شخصا. صنعاء (وكالات) وجابت مظاهرات صاخبة مدينة عدن الجنوبية مطالبة باستقلال الجنوب عن الشمال مردّدين شعار «الشعب يريد تحرير الجنوب». ورفع المشاركون في المظاهرات الذين تقاطروا من عدّة محافظات جنوبية علم الدولة السابقة «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية»، وعلما آخر لدولة «الجنوب العربي»، إبان الحكم البريطاني.
تأييد.. وفيدرالية من جهته، أعلن رئيس «اليمن الجنوبي» سابقا علي سالم لبيض عن تأييده الكامل والمطلق لمطالب «الانفصال» عن الشمال داعيا جميع الدول العربية والاسلامية الى الوقوف مع ما سماه «الحق» الجنوبي انسجاما مع تطلعات «الشعب» في تقرير مصيره لحق انساني وسياسي وقانوني.
وظهر مؤخرا مشروع لحلّ القضية الجنوبية حسب تعبير الدعاة الانفصاليين بواسطة الفيدرالية. وعُقد مؤتمر الأسبوع المنصرم لنشطاء الحراك الجنوبي المؤيدين للفيدرالية.
وادعى البيان الختامي للمؤتمر حقّ الجنوبيين في تقرير المصير عقب سنوات لا تزيد على خمس من الحكم الفيدرالي مشيرا الى أن الخيارات مفتوحة في حال رفض الشمال لهذا الخيار السياسي. وأضاف أن الاستفتاء في الجنوب عقب الفيدرالية يشمل حصر السكان القاطنين هناك في فترة ما قبل 1990 وليس الذين انتقلوا للعيش هناك بعد هذا التاريخ المذكور.
ويعيد هذا السيناريو التقسيمي الى الأذهان مخطط تقسيم السودان الى نصفين «جنوبي وشمالي»،
والذي بدأ بالفيدرالية وانتهى بالانفصال والتفتيت.
جرحى في قتال طائفي وليس ببعيد عن نار المشاحنات الجهوية والطائفية العاصفة باليمن، استعرت المواجهات المسلحة بين الحوثيين الشيعة والسلفيين السنة شمال البلاد وأسفر آخر قتال بين الفريقين عن اصابة 26 شخصا على الأقل.
حيث قال المتحدث باسم السلفيين في اليمن إنّ المقاتلين الحوثيين هاجموا السلفيين في وقت مبكر من صباح أمس في مدينة «دماج» الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمال العاصمة صنعاء.
وأضاف أن الهجوم تمّ من خلال صواريخ استهدفت مدرسة دار الحديث السنية وان عددا من طلبة المدرسة اشتبكوا مع أفراد حوثيين.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت تعيش فيه البلاد مرحلة انتقالية عسيرة يبدو أنها لن تمر بسهولة على اليمن ولا على اليمنيين.