إثر تكريم الطالبة خولة الرشيدي منقذة العلم الوطني ومشاهدتهم لها وهي تدمع بكل تأثير أثناء تكريمها من لدن رئيس الجمهورية بقصر قرطاج.. خرج الأهالي من الأحياء في قفصة معلنين الفرحة والابتهاج والاعتزاز.. هاتفين بالإكبار والتحية والافتخار للبطلة الشابة. هذه الفرحة ليست لكون خولة أصيلة مدينة قفصة فحسب وإنما هي الأنموذج المميّز والمشرّف للمرأة التونسية.
«الشروق» كانت في الموعد واستمعت لبعض المساندين والمبتهجين فكان التحقيق التالي.
أمل العسكري (طالبة) قالت: عند مشاهدتي للحدث بالشاشة أصبح إحساسي أكبر وأعمق من الاستماع بالإذاعة.
كان الافتخار... والنخوة... والاعتزاز.
الافتخار بشقيقة تونسية أصبحت بحكم نضجها وثقافتها وشجاعتها أنموذجا حيّا للمرأة التونسية الواعية... المتقدمة.
نخوة أهتزتني لما رأيت الفتاة خولة تتحدى الجميع وتتسلق الجدران لتنقذ راية بلادها من الابتذال..
واعتزاز بأن الفتاة تونسية أولا وقفصية ثانيا وابنة حيّنا ثالثا.
هذه مناسبة لأشير بما أستنتج فيه هذه الأيام الأخيرة من عديد المناسبات.
إن الدعوة لتنحية النشيد الوطني... وتبديل العلم وتكفير الديمقراطية كلها مواقف مسيئة ومهددة لمستقبل الأمان وممارسة مخربة.. ومثيرة للشغب.
وهي فعلا تمهيد للدعوة بالإمارة والخلافة لذلك على هؤلاء اتقاء الله في بلادهم ووطنهم وعليهم الاندماج بصدق ودين سليم في صفوف المتعاونين والمتآزرين لخدمة البلاد... وكامل كيان الوطن.
أما سقر النفطي (طالبة 3 اقتصاد) فقالت: عندما عمدت خولة الى تحدي الصعاب وتسلق الجدار وإنقاذ العلم من براثن سلفي... رغم تهديده لها عصا غليظة ... فإنها أعطت للعالم كله قيمة المرأة التونسية التي ناضلت وجاهدت منذ أكثر من نصف قرن... حتى أصبحت بحق النصف الثاني للمجتمع... ومساهمة فعلية في بناء كيان الوطن على مختلف المستويات.
أما كريم الساحلي (تاجر) فأضاف: الاعتزاز بخولة أمر لا شكّ فيه... لعدة اعتبارات أهمها: الشجاعة والتحدي... احتفلت مع المرأة في العالم يوم عيدها... أعطت للجميع في العالم فكرة عن المرأة التونسية المتخلقة والمثقفة والقادرة والفاعلة.
يذكر الجميع ما تعرضت له قناة «نسمة» بسبب عرض فيلم سينمائي ويذكر الجميع تحديات السلفيين في الشارع... وفي بيوت الله وظلمهم لإخوانهم في الله والوطن.. والمواقف أكثر من هذا... والسلطة في سبات ولا رأي ولا موقف فقط... الإشارة الى الحوار... وهي تؤكد ان هؤلاء لا يؤمنون بالحوار ولا يقتنعون الا برأيهم الخاطئ.
إذن الوقت حان لكشف الحقائق... والتشديد في المحاكمات..
وأختم بتحياتي الى خولة.. البطلة.. الشجاعة.. وأناشد بقية كامل أصناف المرأة للعمل على المنوال... والاتحاد في هدف واحد... ألا وهو بناء تونسالجديدة.. بدينها.. وديمقراطييها.
وختم عبد المجيد نصيب (تاجر) قائلا: تحية كبيرة الى خولة... في مستوى شجاعتها وإقدامها... لما شاهدت الشريط المشرف أحسست بالعظمة والافتخار لأن في بلادي نماذج حيّة من النساء الصادقات والوطنيات المخلصات.
شخصيا أعتبر هذا الموقف «السلفي» هو امتداد لعمليات بئر علي بن خليفة... وغيرها.. وهي فعلا قضية لا تهم الشخص الفاعل وإنما تهم تنظيما... متواجدا.. ومتسلطا... ومتجبّرا.. ويجب مقاومته.
إن البلاد اليوم في أجواء ثورية وبعد أزمات واحتقان واحتراق على امتداد سنة كاملة... هي في حاجة الى الأمن والأمان لا من المعتصمين والمحتجين والمضربين فقط بل أيضا من المتزعمين باسم الدين... وباسم نظام لا جذور له في بلادنا... ولا نعترف بقسوته.. وإساءاته وظلمه.