اتهمت دمشق أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالانحياز مؤكدة أن الغرب يريد تثبيت إسلاميي القاعدة في منطقة الشرق الأوسط فيما اعتبرت طهران أن هناك دولا تنفخ في نار الأزمة المشتعلة في الشام منذ أزيد من عام. وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مكون ب«المنحاز» للغاية مضيفا : قد نغفر له بعض تصريحاته السابقة ولكن مراقبي الأممالمتحدة في سوريا حاليا ويجب أن تستند تصريحاته إلى ما يقولونه . 6000 ضحية وأكد أن أكثر من 6000 عنصر من قوات الجيش والشرطة والأمن والمدنيين الموالين للنظام لقوا مصرعهم منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف مارس 2011. ونقلت صحيفة «ديلي تليغراف» أمس عن المقداد إشارته إلى أن معظم المتمردين على نظام الرئيس بشار الأسد هم مجرمون وتجار مخدرات رافضا تحميل الحكومة السورية أي لوم عن الانهيار الواضح لاتفاق وقف إطلاق النار. وشدد على أن المتمردين هم الذين صعدوا هجماتهم والنظام السوري لديه الحق في الدفاع عن نفسه متهما الولاياتالمتحدة وفرنسا بالسعي علنا إلى إفشال خطة السلام. وأورد في ذات السياق أن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه دعا مرارا وتكرارا إلى إعلان الحرب على سوريا مشيرا إلى أن هذا بالضبط ما يريده الغرب.. سيطرة القوات المتطرفة وتنظيم القاعدة على المنطقة برمتها وبالفعل هناك عناصر من القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين في المعارضة السورية فضلا عن عناصر إجرامية خرقت وقف إطلاق النار 1600 مرة على الأقل. إيران تشجب في هذه الأثناء, أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أمس العمليات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء والمنشآت الحيوية في سوريا، مؤكدا وجود قرائن واضحة تشير إلى وجود دول تسعى لتسليح المعارضة السورية لإثارة الفتن وإشعال الحرب الأهلية وإبقاء الأزمة على حالها. وشدد مهمان برست في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس على ضرورة وضع حد لتهريب السلاح إلى داخل سوريا، داعيا كافة الأطراف إلى إدانة الدول التي تعمل على تأزيم الوضع في سوريا للضغط عليها ليكون للكيان الصهيوني مطلق العنان للسيطرة على المنطقة». وأكد أن بلاده تدعم مهمة مبعوث الأممالمتحدة الى سوريا كوفي عنان والذي ينبغي أن يحظى بدعم الجميع لحل الأزمة في سوريا لتحقيق الأمن والاستقرار فيها ودعم الإصلاحات وتنفيذها في جو هادئ. وقال في ذات السياق «إن امن واستقرار الشعب السوري من أولويات إيران التي تعتقد أن هناك تطورات جديدة في المنطقة وفق مخططات بعض الدول قد لا تتماشى مع رغبات الشعوب لافتا إلى ضرورة التصدي لجرائم الكيان الصهيوني وإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية». تصاعد للإرهاب بدورها, اعتبرت صحف سورية أمس أن «الإرهاب الدموي» في سوريا تصاعد منذ الإعلان عن مهمة المبعوث المشترك لحل الأزمة السورية كوفي عنان بهدف إفشالها، مشيرة إلى «عجز» بعثة المراقبين الدوليين المكلفين بالتثبت من وقف إطلاق النار، عن كبح خروقاته. وتحت عنوان «عنان عاجز عن كبح تعطش الإرهاب للدماء السورية»، قالت صحيفة «الوطن» وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية : إن «الاعتداءات» التي شهدتها الساحة السورية أخيراً تزامنت مع وصول بعثة المراقبين التي «تبدو عاجزة عن القيام بأي خطوة لوقف الاختراقات والعمليات الإرهابية التي شهدت تصعيدا ملحوظا منذ أن نزلت قدما أول مراقب على ارض سوريا». ورأت أن أعداء سوريا «من حكام ومرتزقة ومعارضة مأجورة» لم يروا سبيلا لإحباط خطة عنان «سوى نشر الإرهاب والإرهابيين على نطاق واسع في سوريا». وجددت اتهام تركيا والسعودية وقطر بزعزعة استقرار البلاد، عبر «زيادة دعمها المالي والعسكري للمجموعات الإرهابية».