شهد قطاع تربية الماشية بسيدي علي بن عون تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة وخاصة تربية الأبقار ليصل عددها 3600 رأس منها 2750 أبقار منتجة توفر من الحليب يوميا ما يزيد عن 45000 ل يتم تحويل 90 %منه إلى المجمعات وتبقى 10% للاستهلاك المحلي والبقية عجول وأراخ. فلاحو الجهة اهتموا بتربية الأبقار لأنهم وجدوا فيها مشروعا مربحا، لكن في السنوات الأخيرة برزت عديد المشاكل والمصاعب جعلت الكثير من الفلاحين يفكرون في التخلص من الأبقار لأسباب كثيرة منها غلاء الأعلاف وتدني سعر اللتر من الحليب وضعف مردودية هذا النشاط الذي لم يعد مربحا.
« الشروق « نقلت تساؤلات مربي الأبقار بالجهة إلى رئيس خلية الإرشاد الفلاحي بسيدي علي بن عون السيد يونس العوني وطرحت عليه بعضا من مشاكل الفلاحين ، فأوضح ان مربيي الابقار يعانون من غلاء الاعلاف وهي مشكلة وطنية لا تختص بها الجهة وهناك سعي للضغط على أسعار العلف حتى يتمكن الفلاح من توفيره لأبقاره بتكلفة اقل مما هي عليه الآن .
أما عن المشكل الحقيقي الذي ارق الفلاحين بالجهة هو التلقيح الاصطناعي وهنا بين أن هناك عديد الظروف التي يجب أن تتوفر لضمان تلقيح البقرة مرة واحدة وتجنب التكرار .
أولا لا بد أن تربى الأبقار في إسطبلات تخضع لمواصفات دقيقة وهو ما لا يلتزم به المربون وعادة ما توضع في أماكن لا تصلح للغرض. وثانيا على الفلاح أن يراقب سلوك البقر عنده باستمرار وأي تغير في السلوك كان تصبح البقرة عدائية أكثر ويقل إنتاج حليبها ورغبتها في الغذاء ونزول سوائل في المهبل ، وتلتصق بغيرها من الأبقار وتلعقها .. كل هذه الأسباب تؤشر على البقرة التي تظهر عليها هذه العلامات لا بد من إعلام المسؤول عن التلقيح الاصطناعي بالجهة حيث يتم تلقيحها فورا لضمان خصوبة عالية ويتجنب التلقيح مرات أخرى .
البقرة بحاجة إلى الهواء والشمس لان ذلك يؤثر على نموها ومعدل الخصوبة عندها . أما على مستوى الإنتاج فان كميات الحليب تبلغ أشدها في فصل الربيع وبالتالي تجد المجمعات صعوبة في تجميع كل الكميات لعدم قدرتها على ذلك ،حيث يضطر كثير من المربين لبيع إنتاجهم بأثمان بخسة لأصحاب محلات بيع الحليب وأحيانا يتم سكب كمية كبيرة في التراب لتذهب هدرا دون فائدة . هنا لا بد أن تفكر الدولة في بعث مشروع بالجهة لتجفيف الحليب ..
وأضاف السيد يونس بان تربية الأبقار لم تعد هامشية في المزارع والحقول ، وتطعم البقرة ما تيسر لها من بقايا المحاصيل الزراعية وتقنع بالقليل ، ولكن الأمور تطورت وأصبحت البقرة الواحدة تكلف الفلاح في اليوم ما يزيد 10د وهي غير قادرة على توفير كمية من الحليب لتغطي المصاريف التي تصرف لأجلها يوميا ولذلك يطالب السلط الجهوية بالتدخل السريع لدعم المربين وتوفير كل الوسائل التي تساعد على تطوير هذا القطاع .