...أثارت تصريحات احدى النائبات في التأسيسي موجة انتقاد عبر الفضاءات الافتراضية حيث تم تحويل الأمر إلى نكتة للتسلية...بسبب تصريحها : «لم لا نريد بحرا للنساء فقط؟...كلمات رآها البعض أنها عملية اقصاء وخطوة مخيفة جدا نحو مجتمع منقسم إلى رجال ونساء في حين قال شق آخر لم لا يوجد بحر للعائلات فقط ليس اقصاء للرجل بل اقصاء للشبان المتهورين وللسكارى والمتحرشين جنسيا. «الشروق» سألت عددا من المواطنين عن آرائهم بخصوص هذا الأمر فجاءت الردود مختلفة...لكنها تصب في واد واحد...علاش لا؟ فضاءات محترمة وكفى.. «الزوالي» محروم
«الزوالي محروم من البحر»...هكذا عبرت غاضبة السيدة حسينة البجاوي أم لأربعة أبناء مضيفة : «ليس فقط ضيق اليد بل ضيق المكان أيضا أنا فقيرة ولي 4 بنات ونظرا إلى ظروفي فأين المكان الذي يمكنني الابحار فيه لن يكون إلا قريبا من محطة القطار أي من حلق الوادي إلى أميلكار...لكن هل تساءل أحد يوما...هل يمكن لعائلة بسيطة التمتع بيوم جميل ؟ طبعا لا.
لأن الشواطئ المحترمة مجهزة للأغنياء والأخرى بعيدة ولمن يمتلكون سيارات ونحن نبقى في شواطئ لا نسمع فيها إلا الكلام البذئ...ولا يجاورنا إلا المتحرشون جنسيا والمخمورون وتريدني أن لا أطالب ببحر عائلي... لا أفهم معنى للتمييز ولا السياسة ولا غيرها أريد فقط مكانا يمكنني فيه أن أترك بناتي ينزلن إلى مياه البحر دون أن أكون خائفة عليهم أريد بحرا أكون فيه حرة للإبحار دون أن أضطر إلى سماع كلام السكارى الذين حولوا الشواطئ المجانية إلى خمارات .
كارثة على الحريات
...جاء ردها ضاحكا بعكس رد حسينة...السيدة نعيمة...موظفة اعتبرت موضوع شاطئ للنساء أمرا خطيرا جدا ينبئ بقدوم كارثة حقيقية للحريات مضيفة : «ما معنى هذا أن يذهب زوجي بمفرده وأنا بمفردي؟ ماهذا التخلف...فمن لا يعجبه الاختلاط فليصنع لنفسه بحرا ولا دعوى لأن يذهب أصلا إلى البحر...فاليوم البحر وغدا ربما الدراسة...حتى نتحول إلى مجتمع منقسم إلى عالم للرجال وآخر للنساء.
فضاءات للعائلات
لكن هذا لم يكن موقف المنجي الزيادي الموظف البنكي الذي رأى في الأمر نقطة إيجابية فعلا وهي توفير فضاء ليس للمرأة بل للأسرة مضيفا : «بحر للنساء ليس معناه بحرا نسائيا بل نريده عائليا...آخر مرة ذهبت فيها إلى الشاطئ قبل حوالي أسبوعين وبمجرد أن انتصبت مظلتنا على البحر فوجئت بمجموعة شبان على يميني وأخرى على يساري يقارعون الخمر علنا في قمة قلة الحياء ومعي زوجتي وأطفالي هذا دون اعتبار (الكوبل) الذي جلس أمامنا وهما يتغازلان وكأنهما في غرفة مغلقة...إنها أشياء يندى لها الجبين لذلك لم لا شواطئ للعائلات فقط معناها البحر للجميع...يمكنني أن أكون مع أطفالي وزوجتي دون الحاجة إلى الإحراج ...شواطئ عائلية معناها لا مكان للسكارى ولشاربي الخمر على الشاطئ لا مكان لأخجل أمام أطفالي من حقي كمواطن فضاء عائلي وهذا ما ينقصنا في تونس تنقصنا أماكن للأسر حتى إن كان بحرا ونحن ندرك جيدا أن الشواطئ أضحت أغلبها تتوفر على رمالها مطاعم سياحية وبيع الخمر.
«الزوالي» محروم
...ثلاثة شواطئ محروم منها الزوالي في تونس...أولها الشواطئ التي تمنع فيها السباحة بسبب التلوث...ثانيها الشواطئ التي تم بيعها للمطاعم وللنزل السياحية والتي تحتل رمالها شمسيات النزل وبالتالي فهي ممنوعة على الزوالي وغير مسموح بها إلا لروادها فقط وثالثها الشواطئ الشعبية التي تحولت إلى أماكن لعبث الشبان تجعل العائلة كمجموعة تصاب بالخجل من شدة الكلام الفاحش وبذلك يصبح الزوالي محروما من السباحة مع إيقاف التنفيذ... لكن إذا فكرت حكومة قادمة في توفير فضاءات عائلية بأسعار مدروسة سيصبح الزوالي وأب العائلة له الحق مثل غيره في مكان محترم.
هكذا تحدث السيد المولدي الشارني وهو يحيطنا علما أنه للحصول على 4 أيام فقط في نزل بالحمامات فإنه يحتاج إلى قرض بنكي إذ تتجاوز التكلفة الألف و 400 دينار.