ارتفع سعر المظلّة الصيفيّة فأصبح يتراوح بين ثمانية دنانير و24 دينارا، والحال أنّ سعرها في السنوات الماضية ظلّ بين الدينارين والخمس دنانير، وقد أرجع جلّ التجار والمواطنين الذين تحدّثت إليهم الشروق ذلك إلى الحرارة الفائقة التي ميّزت أيّام صيف 2012. بيد أّنّ مراجعة بعض التقييمات تكشف لنا أسبابا أخرى طريفة يتداخل فيها الصحّي بالذوقي والسياسي، فالسيّد «طارق» يعتبر أنّ المسألة ذوقيّة تتمثّل في بداية اقتناع التونسيين شبابا وكهولا فضلا عن الشيوخ بجمال « المظلّة»، ممّا يجعلها تتغلّب هذه السنة عن القبّعة أو «الكاسكات»، أمّا «نور الدين» فقد فسّر الإقبال على المظلّة بما عرفته من إشهار في المجلس التأسيسي وفي الرئاسة والحكومة، فبعض النواب والوزراء ورئيس الجمهوريّة قد ظهروا على الشاشة وفي الصور وقد ارتدوا هذا اللباس التقليدي الواقي من الحرّ، فنهض ذلك على حدّ تعبير محدّثنا بوظيفة إشهاريّة أدّاها بامتياز السادة المنصف المرزوقي وحمادي الجبالي ومحمد بن سالم والقصّاص ... إلا أنّ «الجيلاني» التاجر بنهج الشواشين بباجة أرجع هذا الإقبال والارتفاع في سعر المظلّة إلى كثرة الاعتصامات، وقطع الطرق والوقفات الاحتجاجيّة، ذلك أنّ المشاركين يندفعون حسب تقييمه إلى اقتناء المظلات لحماية رؤوسهم من حرّ الشمس.
جدير بالذكر أنّ المظلّة الصيفيّة تُصنع خاصّة في ولاية قابس، ويستعملها في الغالب الأعمّ الفلاحون في الحقول في الشمال وفي الجنوب لاسيما بباجة وجربة، وتتميّز المظلّة بشكلها الدائري وحجمها الكبير، ممّا يجعلها لا تحمي فقط أعلى الرأس من الحرّ إنما تحمي كذلك الجبين والأذنين والوجه فكأنهما تُحدث ظلاّ واقيا، وهي تتميّز عن « الكاسكات» من حيث أصالتها ومادتها الأوليّة ونجاعتها في حماية لابسها، ولكنّ الشبان ظلّوا أميل إلى «الكاسكات» التي يفضّلونها لدواع ذوقيّة فحسب.