تعرض مقر نداء تونسبصفاقس ليلة أول أمس الخميس إلى هجوم من 30 نفرا تقريبا اعتدوا على ناشطات من الحركة جسديا ومعنويا، وبعثر المعتدون محتويات المقر الواقع بطريق منزل شاكر. الإعتداء حصل في حدود الساعة السابعة و10 دقائق من مساء أول أمس الخميس ، ويؤكد الأستاذ المكي الجزيري المحامي بصفاقس ان الهجوم جاء مباشرة بعد انتهاء اجتماع لجنة المرأة لنداء تونس، مضيفا انه لما همت المشاركات في الإجتماع بمغادرة المقر، توقفت سيارات تقل 30 نفرا عدد منهم من الملتحين هاجموا النساء بكل عنف تحت وابل من «التكبير» والسب والشتم واعتدوا مباشرة على احدى المشاركات في الإجتماع وكسروا أنفها ثم اعتدوا على ناشطة ثانية بالصفع على وجهها واتجهوا إلى رجل حاول تهدئة الخواطر فنال هوالآخر ما نال من الضرب والركل شأنه في ذلك شأن المتضررات.
وأضاف المناضل بحركة نداء تونس الأستاذ المكي الجزيري أن القضايا التي سترفع ضد المعتدين هي 4 قضايا 3 منهم تهم المتضررات ورابعة سترفعها الحركة في شأن هذه المجموعة التي هاجمت المقر واستولت على بعض محتوياته مضيفا أن الغريب في الأمر أن هذه المجموعة صورت الهجمة ونشرتها على مواقع الإتصال الاجتماعي لتقيم الدليل عليها ولتمرر رسالة واضحة تقول من خلالها أنها فوق القانون.
رعب ..من المسؤول؟
نفس الرواية تقريبا نشرها شاهد عيان على موقع حركة «نداء تونس» يقول الشاهد زبير عمار «كنت ضمن المجتمعين بمقر حركة نداء تونسبصفاقس للمشاركة في نقاشات حول لجنة المرأة كان الحضور النسائي كبير وبعدد غفير، عند إنتهاء الاجتماع تفرقنا إلى مجموعات نقاش صغيرة وبدأنا نسمع صراخ وجاء من نبهنا أنه تم منعهم من مغادرة المقر من طرف عدة أشخاص مشبوهة حتى أن النساء اللاتي كن ينوين المغادرة وقع الاعتداء عليهن ورجعت احداهن بالدماء على وجهها وأخرى بأثر لطمة على الوجه وثالث بنضاراته المكسورة من أثر الإعتداء..»
وأضاف «كنا نسمع صراخ واشتباكات بين بعض مناضلي الحركة الرجال والمجموعات سيئة الذكر واستغاثات من عديد النساء، ثم وقعت مداهمة المقر من طرف نفس المجموعة بعد أن كسروا الأبواب وبعض الأثاث ثم داهموا الغرفة التي خبأنا فيها أحد المسيرين بعد أن أغلق الأبواب على نفر منا قصد حماية الذين مازالوا بالداخل، وقاموا بالإعتداء علينا لفظياً واجبرونا على المغادرة تحت السب والشتم والبصق.... ويضيف الشاهد ، « سنظل نجتمع بحول الله لانه لا خوف ولا رعب بعد 17/14. الحرية التي تحصلنا عليها بدماء الشهداء وأساءوا فهمها وشوهوها، لن تذهب هباء، ..نحن لا نناضل من أجل التعويضات، بل نناضل من أجل هذا الوطن الذي يسكن فينا وهذا هوأكبر شرف لنا».
يكرهون المرأة !
في تصريح إذاعي نشر على «الفايسبوك»، قال القيادي في حركة نداء تونس محسن مرزوق « بعض المجرمين وقطاع الطرق المنتمين إلى ما يسمى بالسلفية وحركة النهضة قاموا بالاعتداء على مجموعة من النساء في صفاقس للتأكيد على كرههم للمرأة وجبنهم الاخلاقي، وأضاف المتحدث « الاجتماع لم يكن له تنظيم خاص، كان لقاء عاديا. وأعتبر ان الرسالة وصلت وموقفنا سنبينه عمليا في الايام المقبلة».
الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس، رضا بالحاج قال إن العملية منظمة ، وقد تعرضت 3 نساء للاعتداء الجسدي والمعنوي من أشخاص أغلبهم ملتحين بعضهم من المنحرفين وأضاف رضا بلحاج «العنف السياسي ظاهرة تستشري في البلاد أمام سكوت السلط وقد أصبح من المستحيل القيام باجتماعات دون حصول اعتداءات ، لكن هذا لن يحد من حركة نداء تونس».
وختم المتحدث قائلا «هناك أطراف تخاف من نداء تونس في الانتخابات المقبلة» وهونفس التعليق تقريبا للأستاذ المكي الجزيري الذي بين أن حركة نداء تونسبصفاقس باتت تعد بعشرات الآلاف بعد أن فقد المواطنون الثقة في الوعود والشعارات وأصبح عدد كبير منهم يخاف على مستقبله ومستقبل أبنائه». وعن حقيقة وجود «التجمعيين» بالحركة، قال الناشط الحقوقي المكي الجزيري «التجمعيون» توزعوا على عدد كبير من الأحزاب، متسائلا : لماذا لم تهاجم نفس هذه المجموعة مثلا حركة النهضة التي باتت تستقطب عددا كبيرا من «التجمعيين» في صلبها بل في مراكز القرار فيها؟