مع بداية تطبيق التوقيت الاداري الجديد يوم امس الاثنين شهدت عديد المؤسسات والادارات العمومية اضطرابا في العمل على اثر الوقفة الاحتجاجية التي نفذها عديد الموظفين المنتمين الى قطاعات مختلفة مطالبين بإعادة النظر في هذا التوقيت الجديد. من المهم الاشارة بداية الى ان 12 نقابة اساسية في قطاعات عديدة مثل المالية والتجهيز والشؤون الاجتماعية والعدلية والداخلية كانت قد امضت بيانا مشتركا عبرت فيه عن رفضها القطعي للتوقيت الاداري الجديد ودعت رئاسة الحكومة الى مراجعته كما دعت منظوريها الى وقفة احتجاجية تم تنفيذها يوم امس. «الشروق» تحدثت الى عدد من الموظفين الذين عبروا عن رفضهم للتوقيت الجديد منهم سهير عمراني (مهندسة اولى في الاعلامية بأمانة المال الجهوية) التي اشارت الى ان الاستشارة كانت على اساس نظام الحصة الواحدة لا الحصتين ملاحظة ان ماجاء به التوقيت الجديد من تخصيص فترة استراحة بساعة لا يكفي الموظف وخاصة النساء للعودة الى المنازل وهوما يعني امكانية تجاوز وقت الرجوع الى العمل مضيفة ان تكاليف مادية اضافية ستفرض على الموظفين لتناول وجبة الغداء خارج المنزل مع عدم وجود تقاليد في هذا المجال بالجهة هذا مع تسبب التوقيت الجديد في الابتعاد عن العائلة طيلة اليوم اما السيد مختار مرزوقي (ملحق بالتفقد بوزارة المالية) فقد اشار ان توقيت العودة الى العمل في الساعة الواحدة والنصف غير واقعي باعتبار ان المواطنين بقفصة والجنوب عامة لا يبرمجون خروجهم الى قضاء مصالحهم الادارية في القيلولة هذا مع عامل الحرارة الذي يميز الجهة ودعا السيد مختار الى حصة مسترسلة من الثامنة الى الرابعة بعد الظهر من الاثنين الى الخميس مع حصتين يوم الجمعة تفصل بينهما استراحة بساعتين وهوالمقترح المشترك للموظفين بولايات قفصة وتوزر وقبلي الذي قدم للجهات المعنية ولم يتم اخذه بعين الاعتبار حسب رايه .
السيد حسان حرشاني (متفقد بأمانة المال بقفصة) اشار الى ان تصور التوقيت الاداري الجديد كان مركزيا راعى ظروف ونمط حياة سكان العاصمة ولم يهتم بالجهات الداخلية مؤكدا على خصوصية هذه الجهات المعروفة بحرارتها وبنمط عيشها الخاص ملاحظا انه في فترة الحماية كانت الحصة الواحدة تعتمد في هذه الجهات قبل شهر من اعتمادها في الجهات الاخرى مضيفا ان التوقيت القديم افضل من التوقيت الجديد بكثير اما السيد منصف السعيدي (كاتب عام نقابة المالية) فقد دافع عن مواصلة نظام الحصة الواحدة باعتبار ان في نظام الحصتين ثمة تواصل لإهدار المال العام في الكهرباء والماء والهاتف والنقل اضافة الى متاعب الموظفين مؤكدا من تجربته الطويلة ان المواطنين في قفصة والجنوب لا يتصلون بالإدارات في الفترة المسائية إلا نادرا .
مواصلة العمل بالنظام القديم
الشروق واكبت سير العمل في اكثر من ادارة عمومية بمدينة قفصة وتأكدت من ان عددا هاما من الموظفين قد غادروا العمل حسب التوقيت القديم وعادوا اليه في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر وكمثال على ذلك قباضة البلدية وقباضة نهج ابن المقفع وغيرهما وقد افادنا امين المال الجهوي ان موظفي قباضة الرديف اعلموه بالفاكس انهم رفضوا العمل بالتوقيت الجديد وسيواصلون عملهم حسب التوقيت القديم الى ان توجد الحلول لهذا المشكل علما وان عديد الموظفين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية قد واصلوا عملهم حسب التوقيت الاداري الجديد على امل الاستجابة لمطالبهم في مراعاة خصوصيات جهة قفصة وغيرها من جهات الجنوب.