على مقربة من المدرسة الإعدادية شط السلام يقطن جمال التلمودي. كان العائل الوحيد لأسرة وفيرة العدد أقعدته ظروفه الصحية السيئة. وانتهت بفقدانه للبصر وإعاقات متعددة, يعيش ظروفا صعبة وهو بحاجة لتدخل أصحاب القلوب الرحيمة والجمعيات الخيرية. الشروق تحولت على عين المكان ليسرد علينا مراحل معاناته التي بدأت منذ 1983 جمال كهل من مواليد 1962 متزوج وأب لأربعة أطفال يعيش مأساة حلقاتها يملاها الأسى والحزن مؤثرة. بدايتها احساس بأوجاع على مستوى العين اليسرى أجرى عديد الفحوصات دون جدوى انتهت بتركيب عين اصطناعية تجميلية. لم تقف معاناته عند ذاك الحد بل لاحقته الهموم وتدهورت صحته بظهور أوجاع على مستوى الشبكية بعينه اليمنى ومن اجل انقاذ الموقف اضطر لبيع منزله المتواضع الذي كان يؤويه وعائلته بثمن زهيد على امل الخروج بأخف الاضرار ومجابهة المصاريف الباهظة للفحوصات والتدخلات الجراحية التي أجراها بالعيادات الخاصة والمؤسسات العمومية وأقسام امراض العيون بمستشفيات قابسصفاقس وتونس العاصمة والمراكز الاجتماعية وعديد الدكاترة المختصين بالجهات المذكورة وتخللتها بعض التدخلات الجراحية لم تكلل بالنجاح بل زادت حالته تعكرا بفقدانه لبصره كليا وتدهورت صحته وظهرت اعاقات على مستوى اذنه اليسرى افقدته حاسة السمع وأخرى بساقه اليسرى لم يتمكن تباعا من السير الطبيعي إلا بالاستعانة بالعكاز ورغم المعاناة والظروف الصعبة التي يعيشها قبل بقضاء الله وقدره وهو يعاني الآن من تداعيات أمراض مزمنة ضغط الدم,القلب, والسكري ورغم ذلك تضاعفت همومه اثر ولادة ابنه الرابع بإعاقة «حول مضاعف» مر بنفس سيناريو الاوضاع الصحية الصعبة لوالده وفي النهاية كللت مساعيه بالنجاح وتمكن من انقاذ فلذة كبده واضطر للعيش مع والدته الارملة المرهقة اثقل كاهلها حيث اصبحت غير قادرة على مجاراة صعوبات العيش بجراية الارامل وفي ظل مسكن متواضع احد اركانه متداع للسقوط يكاد يخلو من الاثاث والمفروشات والحشايا, وما توفر من الضروريات فهو هبة من اصحاب القلوب الرحيمة. قلة ذات اليد جعلته يمنع اثنان من ابنائه عن مواصلة الدراسة ليخففا عنه اعباء المصاريف وأصبح يعيش على ما توزعه الجمعيات الخيرية من مساعدات موسمية ومنحة العائلات المعوزة.جمال يوجه نداءه لأصحاب القلوب الرحيمة من الخيرين من ابناء وطنه العزيز والأكارم من أبناء جهته وجمعيات المجتمع المدني ورجال الاعمال الميسورين والسلط الجهوية المعنية التي أفرزتهم الثورة المباركة سندا للضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة وللقطع مع الممارسات الماضية والتي تجلت في زيارة والي الجهة ومساعديه لمقر سكناه يوم 15 فيفري 2009 وما رافقته من تطمينات ووعود لتشغيل ابنه وإيجاد مورد رزق من خلال مشروع عائلي ولكن... هيهات... اوهام تباع لم يجن منها إلا السراب ويبقى امله قائما ووطيدا في ابناء وطنه العتيد.