نظرت أمس الدائرة الجناحية السادسة بمحكمة تونس الابتدائية في ما تعلّق بالقضية الاستئنافية لمحمد علي بوعزيز العدل منفذ الذي قام بمعاينة معرض ربيع الفنون بقصر العبدلية أحيل المتهم في بداية الأمر على أنظار محكمة الناحية بقرطاج لمقاضاته من أجل تهمة العزم على ارتكاب اعتداد ضد أمن الدولة الداخلي وارتكاب عمل تحضيري لتنفيذه بالفعل على معنى الفصل 71 من المجلة الجزائية وصدرت في حقّه بطاقة إيداع بالسجن، إلا أن المحكمة اعتبرت الأفعال المنسوبة من قبيل المساهمة الفعلية في عقد اجتماع بالطريق العام طبق أحكام الفصل 25 من القانون عدد 4 لسنة 2009 والمتعلق بالاجتماعات العامة والمواكب والاستعراضات والمظاهرات والتجمهر وقضت بسجنه من أجل ذلك مدة شهرين إثنين وحمل المصاريف القانونية عليه واستبدال العقاب البدني المحكوم به بعقوبة التعويض الجزائي بحساب ألف دينار يقع دفعها من قبل المتهم لفائدة صندوق الدولة.. فاستأنف المتهم الحكم المشار إليه وكذلك استأنفت النيابة العمومية وتمسّكت بتوجيه تهمة الفصل 71 الى المتهم الذي ينصّ على أنه «يعاقب بالسجن مدة عام كل من عزم بمفرده علي ارتكاب اعتداء ضد أمن الدولة الداخلي وارتكب أو شرع وحده في القيام بعمل تحضيري لتنفيذه بالفعل».
إلا أن المتهم المستأنف تمسّك ببراءته من التهمتين وأكد أنه قام بمعاينة طبق القانون، وأنه دعا الى تنظيم وقفة احتجاجية سلمية دون أن تكون له النية في التحريض. نفس الموقف تمسّكت به هيئة الدفاع التي اعتبرت أن أركان جريمة الفصل 71 منتفية إذ أن منوبها توجه حسب قولهم الى المعرض بنية لوم الحارس علي تكديسه الأوساخ أمام مقر الكشافة المحاذي الذي يقصده بوصفه عضو بفرع المرسى للكشافة فوجد نفسه بمحض الصدفة داخل المعرض حيث شاهد اللوحات المعروضة والتي رأى فيها مسّا بالأخلاق العامة والشعائر الدينية والمقدّسات الاسلامية.
وفي جانب آخر أوضحت هيئة الدفاع بخصوص جريمة الفصل 25 من القانون عدد 4 لسنة 2009 لا يمكن تكييفها على كونها أفعالا مادية تدعو الى عقد اجتماع عام ضرورة وإن ما قام به يدخل في إطار العمل الجمعياتي والسياسي الذي يمارسه كمواطن وكناشط سياسي.
ولاحظت هيئة الدفاع أن منوّبهم تعرّض الى الاهانة والتهجّم من قبل الفنانين.. وحمّل المسؤولية لما شهدته البلاد من أعمال عنف وحرق وتخريب. وتمسّكت ببراءته مما نسب إليه وطلبت نقض الحكم الابتدائي والقضاء من جديد بعدم سماع الدعوى وبصفة احتياطية إسعافه بأقصى ظروف التخفيف والاكتفاء في حقّه بخطية مالية وتجنيبه العقوبة السالبة للحرية.
ويذكر أن قصر العبدلية نظّم تظاهرة ربيع الفنون من 1 الى 10 جوان الماضي وعرض لوحات رأى فيها البعض مسيئة الى المعتقد والى الآداب العامة وانتهت باندلاع أعمال عنف وشغب بكامل البلاد وأغلق إثرها المعرض.
