عملية التنقيب عن النفط ستنطلق بصفة رسمية خلال شهر جانفي لسنة 2013. عملية الحفر ستدوم ستة اشهر بعمق 5250 مترا. الانتاج سيمتد على مدى 30 سنة بمعدل يصل إلى 100 ألف برميل يوميا وتكريره سيتم بمحطة الصخيرة. هذ المعطيات تتعلّق باستخراج النفط من معتمدية بوحجلة (القيروان). وهذا ما اكده فتحي العيادي المسؤول والمنسق بين الشركة والمواطن ل»الشروق». واضاف ان الشركة الكندية الأم Dualex ستنطلق في أشغالها بعد ما تم الكشف الإيجابي للبترول بمنطقة أولاد نصير لعمادة النصر التابعة لبوحجلة وكما هو معلوم عملية الكشف «السيزمي» قامت به الشركة الفرنسية CGG VERITAS كما قال العيادي إنه تم إبرام عقد بين صاحب الأرض والشركة الكندية لاستغلال أرضه بقيمة حددت 30 الف دينار للسنة وسيتم أيضا إبرام عقود مع فلاحين أخرين لاستغلال أراضيهم وتوقع أن صفقة العقود ستصل الى حدود 100 الف دينار لانها ستشمل مساحة حوالي الهكتار ونصف، وان عملية الحفر ستدوم ستة اشهر فقط بعمق 5250 مترا ومن بعد سيتم التخريج. وقال إنّ المنطقة تعوم فوق حقل بترول وان الإنتاج سيمتد على 30 سنة بمعدل يصل إلى قرابة 100 ألف برميل يوميا وان تكريره سيتم بمحطة الصخيرة بعد ما يتم نقل المادة الخام بشاحنات ثقيلة. وتعهدت الشركة بتهذيب وتحسين طريق «القصعات» الذي يؤدي لموقع التنقيب والاستخراج. وان الاتفاق بين الشركة الكندية DUALEX والمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية ETAP أبرم منذ سنوات فالأولى ستتحصل على نسبة 49 بالمائة والثانية على 51 بالمائة حسب قوله.
ونفى العيادي وجود الغاز «السيشت» واعتبرها اشاعة وبين أن الشركة ستستقطب حوالي ستين عاملا وثمانية حراس من ابناء الجهة. ومقر الشركة سيكون بمدينة بوحجلة، أما الشركة الأخرى CGG VERITAS فإنها ستنطلق بدورها في عملها في العمادات المجاورة مثل « أولاد عاشور» و«القطيطير» و« أولاد فرج الله» و« السواسي» وستشغّل حوالي 150 عاملا وان الأشغال ستدوم لمدة شهرين،كما افاد ان عملية المسح شملت ايضا معتمدية الوسلاتية وبوادر بوجود النفط بها حسب احد المهندسين للشركة ولكن التقرير مازال لم يصدر بعد حسب قوله.
تنمية الجهة
هارون الغيضاوي (معطل عن العمل) أفاد أن بوحجلة تصنف ضمن أكثر الجهات التي تنتشر بها البطالة. وهي لم تحظ بأية فرصة تنموية ولم تجد حظها من المرافق الأساسية ولا من برامج التشغيل والتأهيل الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف أن المعطلين عن العمل ببوحجلة سيطالبون بنسبة من مداخيل النفط ولو في حدود 1 او 2 بالمائة لبعث مشاريع تنموية لولاية القيروان. واستشهد بولاتي قفصة وقابس باعتبارهما مصادر ثروة ولكنهما لم يجنيا الا التلوث والفقر والتهميش وأضاف الضيفاوي ان بوحجلة تفتقر إلى معامل تستقطب اليد العاملة وهو ما ساهم في ارتفاع نسبة البطالة خاصة من الشباب وأصحاب الشهائد العليا. إضافة إلى أن البنية التحتية غائبة كليا مما حرم الجهة من فرص الاستثمار والاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية علما ان عدد سكان بوحجلة يبلغ 120 ألف ساكن ويرى ان بوحجلة وكافة المعتمديات الاخرى للقيروان تستحق نسبة ضئيلة لبعث مشاريع تنموية.
كما افاد ان الشركة CGG VERITAS تسببت في اضرار فادحة للمنازل والآبار خلال بحثها عن البترول في منطقة اولاد نصير باستعمال تقنية محجرة استعمالها قرب مناطق العمران وتساءل كيف يسمح لها ان ترجع وتبحث في مناطق مجاورة بنفس الطريقة.
تفاؤل ...وانتظار
أما سليمان بن رمضان صماري صاحب الأرض الذي تعاقد مع الشركة (بقيمة 30 ألف دينار)، فقال ل«الشروق» في وقت سابق أنّ استغلال النّفط سيفتح آفاق التنمية بالجهة ويخفّف من البطالة ويحسّن البنية التّحتيّة و اكد لا مانع لعائلته بالكامل في استغلال ارضهم باعتبارها مصلحة وطنية. فهل سيتم تحقيق أحلام الشبان الحالمين بالتشغيل والتنمية بوجود البترول؟