منذ الساعات الأولى للصباح اجتمع عدد كبير من النقابيين في ساحة محمد علي ليلتحقوا بالعشرات منهم الذين خيّروا قضاء الليلة داخل مقر الاتحاد العام التونسي للشغل لحراسته بعد تعرضه لهجمة من بعض الشباب الذي طالب باصلاح هياكل الاتحاد ومحاسبة بعض النقابين. ساحة محمد علي لم تشف بعد من آثار العنف والتكسير الذي تعرض له الاتحاد فالحجارة منتشرة في كامل المكان وبلور النوافذ ملقى على الأرض وصور حشاد ممزقة في كل زاوية من الساحة أما داخل المقر فالمشهد لم يكن مختلفا كثيرا حتى الجرحى في صفوف النقابيين كانوا متواجدين هناك لحراسة المقر وخوفا من هجوم ثان. «الشروق» كانت حاضرة منذ الساعات الأولى من صباح أمس حيث اجتمع عدد كبير من النقابيين وقيادتهم ليتجهوا نحو منزل الشهيد فرحات حشاد مقاطعين بذلك الزيارة الرسمية التي قام بها الرؤساء الثلاث لضريح حشاد وبدأت الهتافات تعلو بحياة الاتحاد مرددين شعارات «بالروح بالدم نفديك يا اتحاد» و«الاتحاد أقوى قوة في البلاد».
مكتب العباسي
مكتب العباسي لم يسلم من التكسير وتهشم بلور النوافذ التي انتشرت شظاياها في كل مكان هذا بالاضافة الى عدد لا بأس به من الحجارة والعصي والقوارير الفارغة وبجانب مكتبه تواجدت بعض بقع دماء النقابيين الذين احتموا بالأمين العام حين تعرضوا للعنف ومازالت بقايا الاعتداءات تملأ المكان ورفض العباسي ان يتم تنظيف المكان وهذا ما أكده لنا أحد النقابيين قائلا «كل هذا الكم من التحطيم والتكسير سيشهد على الفعل الاجرامي الذي حصل في حق الاتحاد».
مساندة
عبّر عدد من المواطنين الذين اجتمعوا أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل عن مساندتهم المطلقة للنقابيين وهتفوا باسم الاتحاد ثم ردّدوا تحية العلم وغادروا متجهين نحو أعمالهم وشؤونهم الخاصة، وكما انتشر عدد من رجال الأمن بالزي المدني بجانب ساحة محمد علي والأحياء المجاورة لها تحسبا لأي أعمال عنف قد تحصل مجددا في ظل التشنج السياسي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد في هذه الفترة. صورة ومتابعة: منى البوعزيزي