نظم الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بنابل مؤخرا يوما مفتوحا بدار الثقافة الهادي شاكر للتعريف بمخاطر مرض السيدا الذي أودى بحياة حوالي 30 مليون إنسان في العالم منذ اكتشافه. وتم خلال هذا اليوم توزيع عدة مطويات وملصقات حول المرض. اليوم شهد توافد عدد من المواطنين بجميع شرائحهم وأعمارهم كما كان في الموعد بعض المسؤولين الجهويين على غرار المدير الجهوي للصحة ومسؤولين عن الشؤون الاجتماعية بالإضافة إلى بعض الإطارات الطبية وشبه الطبية للاضطلاع بمهمة التثقيف والإرشاد. والسيدا مرض متناقل وخطير يتمثل في هدم الدفاعات المناعية للجسم من قبل فيروس VIH مما ينجر عنه عدم قدرته على مقاومة الأمراض الانتهازية التي تقضي عليه وقد وقع التعرف على هذا المرض لأول مرة سنة 1981 بالولايات المتحدةالأمريكية حيث اكتشفت الإصابات في البداية بين الشواذ الجنسيين ومستعملي المخدرات، ورغم ما بُذل من مجهودات لم يتوصل العلم إلى حد الآن إلى لقاح واق من هذا المرض أو علاج له. وينتقل فيروس السيدا عن طريق الاتصالات الجنسية غير المحمية والدم الملوث والحقن غير المعقمة ومن الأم المصابة إلى جنينها ومن حليب الأم المصابة. ويتطور هذا المرض عبر ثلاث مراحل، حيث يتواجد الفيروس في جسم المصاب في المرحلة الأولى دون ظهور أية علامات مرضية ويصبح ذلك الشخص ناقلا للفيروس بواسطة الإفرازات الجنسية والدم وتدوم هذه المرحلة سنوات طويلة. وفي المرحلة الثانية يتدهور جهاز المناعة تدريجيا وذلك بظهور علامات التعب الشديد والهزال والحمى والإسهال، أما في المرحلة الثالثة والأخيرة وهي مرحلة السيدا وهي نتيجة تدهور شديد لجهاز المناعة والذي يكون سببا لظهور الأمراض الانتهازية التي تصيب كامل الجسم والتي تتسبب في الوفاة.ويوجد في العالم أكثر من 60 مليون مصاب بفيروس السيدا، 34 مليون شخص يتعايشون معه نصفهم من جنس الإناث و30 مليون حامل لهذا الفيروس توفوا، وتجدر الإشارة إلى أن 45% من المصابين هم من الشريحة العمرية بين 15 و24 سنة والنسبة الكبيرة تتواجد بإفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 67%.أما في تونس فقد تم اكتشاف أول إصابة بهذا الفيروس سنة 1986 حيث وصل عدد الحالات المعلن عنها إلى حدود نوفمبر الفارط 1777 حالة، ويتم تسجيل حوالي 67 حالة سنويا وعدد المتعايشين مع الفيروس يقارب 1228 شخصا.