أعرب المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن رفضه واستنكاره لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون معلنا في الوقت نفسه عن انشاء قيادة عسكرية خليجية موحدة في مواجهة ما سماه «التهديد الايراني». وقد اختتمت قمة مجلس التعاون الخليجي أعمالها بالتأكيد على المضي في مبادرة العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الهادفة إلى الوصول للاتحاد الخليجي بين دول مجلس التعاون.
وتحدث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، في البيان الختامي للدورة الثالثة والثلاثين لمجلس التعاون الخليجي، عن إنشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتخطيط و قيادة القوات البحرية والبرية والجوية في دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة الى إقرار الاتفاقية الأمنية بين دول المجلس.
وأكد المجلس في بيانه الختامي الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني امس على ضرورة التزام إيران التام بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.
وجدد المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون التأكيد على مواقفه الثابتة والرافضة لاستمرار احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى» والتي أكدت عليها كافة البيانات السابقة.
كما أكد حق سيادة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث وعلى المياه الاقليمية والاقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الامارات العربية المتحدة.
وعبر المجلس الأعلى عن الأسف لعدم احراز الاتصالات مع إيران أي نتائج ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.
واعتبر المجلس أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الامارات على جزرها الثلاث.
وأكد أهمية النظر في كافة الوسائل السلمية التي تؤدي إلى اعادة حق الامارات في جزرها الثلاث، داعيا إيران إلى الاستجابة لمساعي الامارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وحول البرنامج النووي الإيراني تابع المجلس الأعلى مستجدات البرنامج النووي الإيراني الذي اعتبر القادة الخليجيون انه لا يهدد أمن المنطقة واستقرارها فقط بل الأمن والاستقرار العالمي، مشددا على أهمية التزام إيران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وجدد التأكيد على مواقفه الثابتة بشأن أهمية التزام طهران بمبادئ الشرعية الدولية وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج العربي منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، مشيدا بالوقت ذاته بالجهود الدولية لحل قضية البرنامج النووي الإيراني بالطرق السلمية.
كما أكد حق الدول ومن ضمنها إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بحيث تكون الاستفادة من هذا الحق مشروطة بالالتزام التام بمعايير الأمن والسلامة وحظر الانتشار.
وقال إن مسؤولية السلامة النووية تقع على الدول المشغلة لأي منشأة نووية مع الاخذ بالاعتبار النطاق الجغرافي الواسع لأي حادث نووي محتمل على البيئة الاقليمية والدول المجاورة.
ودعا المجلس الأعلى إيران التي بدأت بتشغيل مفاعل «بوشهر» إلى الانضمام لاتفاقية السلامة النووية وتطبيق أعلى معايير السلامة النووية في محطة بوشهر واتخاذ التدابير اللازمة للتأكد من فاعلية خطة التصدي لأي طارئ نووي محتمل في هذه المحطة.
واكد المجلس الأعلى ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع كافة منشآتها النووية للتفتيش الدولي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت السعودية قد حذرت إيران اول امس من التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية وطالبتها بالامتناع عن «إثارة الفتن» وهو ما نفته ايران. وتأتي التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعد اتهامات مشابهة وجهتها المملكة لايران من قبل.. ونقلت صحيفة الحياة التي تصدر من لندن عن الأمير سعود قوله «إن التدخل لإثارة الفتن غير مقبول من جار».
«هذا الأمر غير مريح لأنها تحاول استغلال الظروف للتدخل.»
وأدلى الوزير السعودي بتصريحاته في البحرين حيث تعقد القمة السنوية لزعماء مجلس التعاون الخليجي الذي تتزعمه السعودية ويضم مجموعة من الدول العربية الخليجية المصدرة للنفط وهي السعودية وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان والامارات.
ولم تفسر الصحيفة ما كان يقصده الوزير السعودي بكلمة «الظروف» إلا أن أبرز شكوى خليجية عربية بشأن التدخل الإيراني المزعوم في المنطقة تتعلق بالبحرين التي اتهمت طهران بالتدخل في سياستها الداخلية.
وعلى الرغم من عدم نشوب اضطرابات بحجم ما شهدته مصر أو ليبيا فإن البحرين تعيش حالة من الاضطراب منذ احتجاجات تنادي بالديمقراطية قادتها الأغلبية الشيعية في المملكة العام الماضي.