قدّم 200 طبيب استقالتهم مؤخرا من المستشفيات العمومية وذلك بسبب تأزم الوضع في قطاع الصحة العمومية، والمؤسف ان جل هؤلاء الأطباء من أطباء الاختصاص وأساتذة جامعيين الذين تعاني مستشفياتنا من نقص حاد في توظيفهم. وفي حديث مع الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للصحة السيد عثمان الجلولي ذكر ل «الشروق» ان هؤلاء الاطباء لم يجدوا ظروف عمل ملائمة بعد الحاقهم بالجهات وذلك لافتقاد المستشفيات التي تم تعيينهم بها لكل الضروريات من التجهيزات الى الأدوية والى الطاقم الصحي الذي يحتاجون اليه في تشخيصهم وللضغط الكبير الذي تشهده هذه المستشفيات بسبب الاكتظاظ وتفشي ظاهرة العنف وعدم الشعور بالأمان على مستقبلهم لعدم توفّر ظروف مواصلتهم لبحوثهم، كل هذه العوامل تنضاف الى عجز وزارة الاشراف عن توفير الضروريات في المستشفيات والأمن للإطارات الطبية وشبه الطبية.
اغراءات
كل هذه الصعوبات يواجهها الطبيب وتنضاف اليها اغراءات القطاع الخاص الذي تتجاوز رواتبه وامكانياته القطاع العمومي. ورغم ان الطبيب يعتبر ان دوره لا يقف عند الحصول على أجر او عمل بل يتجاوزه لتقديم عمل إنساني نبيل للمرضى الا ان تواتر ظاهرة العنف التي لا تكاد تخلو يوما من مستشفياتنا جعل الاطباء يقدّمون استقالة جماعية.
800 اعتداء
وحول الاعتداءات على الاطار الطبي وشبه الطبي في المستشفيات ذكر الجلولي انها تجاوزت 800 حالة اعتداء ذلك ان حالات القذف والشتم لم يتم احتسابها ولم يشمل هذا الرقم سوى الاعتداءات الجسدية.
ولاحظ مصدرنا ان جلّ هذه الاعتداءات يقدم عليها المواطن نظرا لتردي الخدمات الصحية المقدمة اليه بسبب نقص الأدوية والتجهيزات.
إدارة عاجزة
ويرى مصدرنا ان الإدارة عاجزة عن حل مشاكل الصحة باعتبار ان التعيينات التي قامت بها على رأس الإدارات الجهوية ينقصها في الكثير من الأحيان الخبرة والنجاعة، ولاحظ مصدر آخر أنها مبنية على الولاءات والمحاصصة الحزبية وليس على أساس الكفاءة.
من جهته ذكر الجلولي ان هناك قوانين أصبحت بالية لابدّ من تغييرها ومراجعة الخلل الموجود على مستوى النقص في الموارد البشرية والتجهيزات وتوفير الأمن للإطارات الصحية . ولاحظ ان الإدارات الجهوية للصحة تعدّ الخط الثاني لدعم قرارات الوزارة وهي حاليا عاجزة عن تقديم الحلول.
إطار شبه طبي
ولم يخف مصدرنا أن الإطار شبه الطبي يعيش حاليا حالة تململ بسبب النقص الفادح الذي يشهده في المستشفيات العمومية والذي يصل الى 30 و40٪ من المقاييس التي ضبطتها وزارة الصحة ذاتها. وأضاف ان هذا الاطار يدفع فاتورة تردي الخدمات «من لحمه» بسبب الاعتداءات اليومية عليه من المواطنين. سوء تصرف
وفي إطار حديثه عن الوضع المتردي لقطاع الصحة في تونس ذكر نفس المصدر ان مستشفى قفصة مثلا يفتقد الى اختصاص أطباء التوليد مما يجعل المستشفى يرسل المرضى الى المصحات الخاصة لإجراء عمليات قيصرية مما يكلّف الدولة الكثير وتساءل لماذا لا يتم تثبيت أطباء التوليد في المستشفى وتحفيزهم بدل تكبد كل هذه الخسائر.ولاحظ مصدرنا أنه سيتم خلال الأيام القادمة الإعلان عن تحرّك جديد للإطارات شبه الطبية لمواجهة تردي الوضع الصحي بالبلاد.