قد تكون المرة الأولى التي تختار فيها ادارة المسرح ممثلة شابة، للجنة التوجيه المسرحي التي يغلب عليها في العادة العنصر الرجالي. والممثلة الشابة هي وجيهة الجندوبي التي عرفها جمهور الشاشة الصغيرة في عديد المسلسلات التلفزية وأشهرها «منامة عروسية» لعلي اللواتي وصلاح الصيد، و»إخوة وزمان» الذي شاركت في كتابته الى جانب الروائي ظافر ناجي، وأخرجه حمادي عرافة... كما شاركت في عديد المسرحيات تمثيلا وكتابة... وحول مهمتها الجديدة كعضو في لجنة التوجيه المسرحي، كان لنا معها الحوار التالي: * ألا ترين أن اختيارك للجنة التوجيه المسرحي التي تفترض في الواقع تجربة كبيرة في مجال المسرح، يبدو مبكرا؟ على مستوى التجربة اعتقد انني مررت بعديد التجارب حيث شاركت في العديد من الاعمال المسرحية والتلفزيونية ولا أظن ان التجربة تقاس بالسن... صحيح عمري 30 سنة، ولكن تجربتي معقولة، ومعارفي في مجال المرسح محترمة، فأنا خريجة المعهد العالي للفن المسرحي، وهذا يعني انني محترفة مسرح، اضافة الى أنني مواكبة ومطلعة على ما يعرض سواء في الساحة الوطنية أو خارجها. * أنت المسرحية الوحيدة تقريبا، بين اعضاء اللجنة التي يغلب عليها في العادة العنصر الرجالي، ألا يؤثر حضورك في حكام اللجنة؟ مثلي مثل كل عضو في اللجنة، سواء كان ذكرا او أنثى لي رأيي الخاص وأحكامي الشخصية... وفي المسرح ليس هناك فرق بين المسرحي والمسرحية، وعموما أرى في اختياري للجنة التوجيه المسرحي، حرصا من إدارة المسرح ووزارة الثقافة والشباب والترفيه على تشبيب اللجنة وتجديدها وتنويعها من حيث الاختصاصات الفنية، فهناك الممثل والكاتب والمخرج... * هناك ظاهرة جديدة في الحركة المسرحية التونسية تتمثل في ظهور اسماء نسائية في مجال الاخراج؟ بماذا تفسرين هذه الظاهرة؟ لا أظن ان دخول المرأة في عالم الاخراج المسرحي، يمكن أن يمثل ظاهرة لان الاخراج ليس مرتبطا بالجنس، وانما بالاختصاص والشمولية... فالمخرج المسرحي يجب ان يكون عارفا وملما بكل العناصر المسرحية من اضاءة وسينوغرافيا ودراماتورجيا وادارة ممثلين... وبالتالي لا يهم اذا كان هذا المبدع الشامل ذكرا أو أنثى... * ولكن هناك من الأسماء النسائية المخرجة في الوقت الحاضر التي عرفت في التمثيل ولكنها تحولت فجأة الى الاخراج؟ مثلا! * الممثلة عزيزة بولبيار ودليلة المفتاحي، وفوزية بومعيزة؟ لا أظن! * ولكن تلك هي الحقيقة... وقد أخرجت كل منهن مسرحية على الأقل! في رأيي كل فنان له اختصاصه: إما ممثل او سينوغراف، أو مصمم ديكور او مصمم إضاءة أو مخرج، والمخرج يجب ان يكون عارفا ومطلعا وملما بكل هذه الاختصاصات. وبصراحة اليوم اختلط كل شيء وأصبح الهم الوحيد بالنسبة لاصحاب الشركات المسرحية الخاصة، هو الدعم فهم يعملون من أجل منح الدعم التي توفرها وزارة الثقافة والشباب والترفيه... وهؤلاء يمنحون لانفسهم كامل الاختصاصات، الانتاج والكتابة والاخراج والتمثيل حتى يحصلوا على منحة الدعم كاملة، ولأنفسهم دون غيرهم... * لو نعود الى وجيهة الجندوبي، أنت الآن بصدد المشاركة في مسرحية بعنوان «الزّهار» وفي نفس الوقت عضو في لجنة التوجيه المسرحي، كيف ستحكمين على نفسك وعلى المسرحية وأنت ممثلة فيها؟ لا... لا... المسألة هنا واضحة. فكل عضو من لجنة التوجيه المسرحي، يكون له عمل ما، ليس من حقه ان يكون حاضرا أو مشاركا في اللجنة عند تقديم العمل... وبالنسبة لي شخصيا لا يمكن ان أكون ممثلة في العمل، ومشاهدة له في نفس الوقت! * ولكن انتماءك للجنة يمكن ان يؤثر في حكمها على العمل الذي تشاركين فيه. لا أظن لأن اللجنة فيها أعضاء آخرين لهم آراؤهم الخاصة... * وأين وصل مشروع مسرحيتكم «الزّهاز»؟ نحن الآن بصدد التمرّن على المسرحية، ولو أننا نعاني من مشكل كبير، وهو الفضاء، اذ لم نعثر الى الآن على فضاء قار نتمرن فيه... كما أن المسؤولين على الفضاءات، مثل دور الثقافة والشباب، أصبحوا يخشون فتح فضاءاتهم للمسرحيين، ولهم الحق في ذلك اذا كان هناك من المسرحيين من يسمح لنفسه «بالتبوّل» وأرجو المعذرة على الكلمة خلف الركح... تصور يحدث هذا من فنان مسرحي!...