أصدر مؤخرا أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريانة قرارا بتبرئة ساحة شاب من مواليد 1976 بعد اتهامه بتحويل وجهة فتاة باستعمال العنف والاعتداء عليها دون رضاها. وتفيد الأبحاث المجراة في قضية الحال بواسطة مركز الأمن الوطني بأريانة انه بتاريخ الواقعة وحوالي الساعة الثامنة ونصف مساء توجهت المتضررة الى احدى المخابز لاقتناء حاجتها وفي الأثناء التحق بها المظنون فيه وهو ابن حيّها وكان يمتطي دراجة نارية صحبة صديقه فتوقف بالقرب منها طالبا منها صعود الدراجة معهما ولما رفضت نزل المتهم وعمد الى الاعتداء عليها بالعنف وأرغمها على الركوب خلفه (بينه وبين صديقه) ثم سلكوا عدّة أنهج وشوارع بمدينة أريانة الى أن بلغوا بطحاء بمنتزه النحلي. وقد طلب المتهم من شريكه التوجه لجلب الخمر ولما انفرد بالمتضررة طلب منها نزع ملابسها قصد مواقعتها فرفضت وطلبت منه أن يسمح لها بالعودة الى مقر سكناها. الا أنه أصرّ على إبقائها وحاول مواقعتها عنوة ففرّت منه فلحق بها وأسقطها أرضا وقد رمته بحجارة لكنه شل حركتها. وبأحد الأماكن المنزوية تمكّن من مواقعتها ثم أخلى سبيلها في حدود الساعة الثالثة والنصف صباحا. فتوجهت الى أقرب مركز شرطة وسجلت شكوى في الغرض ذاكرة جميع التفاصيل سابقة الذكر فكان ذلك سببا في تورط الشاب. وبسؤالها من طرف السيد قاضي التحقيق حول عدم طلب النجدة أثناء وجودها بالشارع الرئيسي خصوصا وأنه كان زمن بداية الواقعة آهلا بالمارة أفادت أنها كانت تخشى ردّة فعل المتهم المعروف ببطشه وسوء سلوكه كما أكدت أن مرافقه لم يقم تجاهها بأي فعل. وباستنطاق المتهم أنكر التهمة المنسوبة اليه متمسكا بتصريحاته المسجلة عليه لدى باحث البداية ذاكرا انه بتاريخ الواقعة كان قد احتسى كمية من الخمر بمعيّة صديقه واثر ذلك توجه الى الشارع الرئيسي بمدينة أريانة اين التقى صدفة زاعمة الضرر فتبادل معها الحديث. وفي الأثناء مرّ بالمكان أحد معارفها الذي كان مرفوقا بزوجته فتوليا الاختفاء خلف احدى المؤسسات العمومية ثم خرجا مجدّدا وامتطيا الدراجة النارية التي قادها رفيقه وتوقفوا في البداية بإحدى محطات الوقود ثم قاموا بجولة عبر الانهج والشوارع قبل أن يتوجهوا الى منتزه النحلي. وأكد أن زاعمة الضرر قد رافقتهما بمحض إرادتها ولم يتول تحويل وجهتها كما لم يتولّ الاعتداء عليها بأي شكل من أشكال العنف. وبعد الاستماع الى جميع الأطراف واجراء مكافحة بينهم استنتج السيد قاضي التحقيق أن ما ادّعته زاعمة الضرر حول عملية تحويل وجهتها باستعمال العنف والاعتداء عليها بفعل الفاحشة بدون رضاها أضحى فاقدا لأي حجة من ذلك اقرارها بالتقائها بالمظنون فيه باحدى الشوارع الرئيسية حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء أي عندما يكون عادة آهلا بالمارة. ورغم ذلك لم يبرز من خلال الوقائع ما يفيد أن زاعمة الضرر قد تولت الاستنجاد بأي كان. كما أقرت أيضا بامتطائها للدراجة النارية من الشارع المذكور الى غاية منتزه النحلي وكانت أمامها عدة فرص لطلب النجدة أو حتى محاولة القيام بذلك وهو أمر لم يتوفر ضمن وقائع هذه القضية مما يضعف تصريحات الفتاة ويجعلها من قبل الادعاء المجرّد الفاقد للأسس الواقعية والمنطقية. ولذلك قرر السيد حاكم التحقيق حفظ التهمة في حق المتهم واخلاء سبيله لعدم كفاية الحجة.