لا يزال الغموض يخيم على ملف قضية الشهيد شكري بلعيد ولا تزال الأبحاث تسير بشكل بطيء حسب هيئة الدفاع. وفي سبيل الدفع بعجلة الأبحاث نحو الأفضل تقدمت هيئة الدفاع بتقرير إضافي جديد إلى قاضي التحقيق لإجراء بعض الأعمال التكميلية. فماذا تضمن ذلك التقرير؟ لاحظت هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد أن السماعات المجراة من قاضي التحقيق منقوصة. وطالبت بضرورة الاستماع الى أقوال بعض الأطراف التي من شأنها خلق الإضافة في الأبحاث.
حيث طلبت سماع شريك المتهم محمد أمين القاسمي الذي صرح خلال استنطاقه أن شريكه بالمحل يدعى لطفي غير أن ذلك الشخص لم يتم سماعه لا أمام اعوان الفرقة الفرعية للقضايا الإجرامية ولا لدى التحقيق. وطالبت الهيئة بسماع المدعو عزالدين عبد اللاوي الذي اتضح انه توسط لربط علاقة بين المتهم الأصلي كمال القضقاضي والمتهم محمد أمين القاسمي. إذ من الممكن أن يكون شريكا في عملية الاغتيال.
رجل الأعمال فتحي دمق بدوره كان من الأشخاص الذين طالبت هيئة الدفاع بقبول طلبه في الإدلاء بشهادته. ورأت انه لا مانع من ذلك.
بعض الأشخاص في قضية الحال ظلت هوياتهم غامضة الأمر الذي دعا هيئة الدفاع إلى مطالبة قاضي التحقيق بالبحث عن حقيقتها. فالمدعو سلمان المراكش رغم أنه كان طرفا رئيسيا في الاجتماعات التحضيرية التي جدت بالمقهى الكائن بجهة الكرم الشرقي والتي تواصلت على مدى أكثر من عشرين يوماً. كما طالبت هيئة الدفاع بتحديد هوية المدعو شاكر أبو قتادة خاصة وقد ثبت وجود المتهم محمد علي دمق صحبة شاكر أبو قتادة قرب مسرح الجريمة. في جانب آخر تطرقت هيئة الدفاع إلى المكالمات الهاتفية التي دارت بين الشهيد وشخص مجهول وبين بعض المتهمين.
وطلبت على أساس ذلك من قاضي التحقيق مراسلة شركة «تونيزيا» للتثبت بخصوص تعطل الشبكة في الليلة الفاصلة بين 5 و6 فيفري المنقضي وتحديد أماكن استعمال بعض الشرائح المستعملة بين المتهم كمال القضقاضي والمتهم محمد أمين القاسمي.والتثبت من هوية الشخص الذي اتصل بالشهيد قبل اغتياله بيومين.
هيئة الدفاع عن الشهيد طالبت بالاطلاع على المحجوز الذي سبق لقاضي التحقيق أن عرضه على أحد المتهمين والمتمثل في كتاب تحت عنوان «إدارة التوحش أخطر مرحلة ستمر بها الأمة » من تأليف ابي بكر ناجي. وكراس شبه ممزق يحتوي على جملة من عمليات تسويغ سيارات من بينها السيارة نوع فيات سيانا ووصية مكتوبة بخط المتهم محمد علي دمق. الاستجابة لهذه المطالب أو رفضها من شانه أن يغير مسار القضية. وربما سيزيح اللبس عن بعض نقاط الغموض والتعتيم التي شهدها الملف التحقيقي لشكري بلعيد.