مرة أخرى تثير دعوة النقابة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي (مكتب أنور بن قدور) الى شن اضراب للجامعيين يوم 25 فيفري الجاري جدلا جديدا داخل أوساط الجامعيين الذين فرقتهم وقسمتهم أزمة التمثيل النقابي وهي الازمة التي برزت بعد قرار حل النقابة (مكتب مصطفى التواتي) وانتخاب مكتب جديد على اثر مؤتمر أميلكار الأخير. ففي الوقت الذي أعلن أنور بن قدور في تصريح «للشروق» ان قرار الاضراب تم اتخاذه على قاعدة مطالب الجامعيين وهي مطالب حسب رأيه مزمنة وتحتاج الى حلول عاجلة فان مصطفى التواتي اعتبر ان اضراب 25 فيفري اتى للضغط على الوزارة للتدخل في خلاف نقابي نقابي وهو ما يمثل حسب قوله سابقة خطيرة على استقلالية العمل النقابي. وقال التواتي نحن كمكتب نرفض الدخول في الاضراب وندعو الجامعيين الى اتخاذ موقفهم على ضوء قناعاتهم الحرة والمسؤولة. لكن الخلاف حول خلفية الاضراب وهو الثاني الذي دعت اليه نقابة «بن قدور» خلال السنة الجامعية الحالية لم تمنع بن قدور الى التأكيد ان مطالب مادية عديدة لا تزال قائمة ومنها حل مشاكل تهم سلم أجور الجامعيين وعدم استخلاص الساعات الاضافية منذ مدة طويلة. غير ان الثابت الان ان أزمة التمثيل النقابي داخل القطاع كانت سببا مباشرا في التوتر داخله فلا تزال الوزارة تصر وتتمسك بموقفها القاضي بعدم التعامل مع أي من المكتبين (مكتب بن قدور ومكتب التواتي) الى أن تقول العدالة كلمتها النهائية بشأن القضية المرفوعة الآن أمام محكمة الاستئناف للطعن في قرار المركزية النقابية القاضي بحل مكتب نقابة التعليم العالي. وتعتبر الوزارة أن الاشكال القائم حاليا داخل القطاع هو اشكال داخلي يهم الطرف النقابي وحده وأن الوزارة يتواصل حوارها مع نقابة الاساتذة والاساتذة المحاضرين بشكل متواصل... وبصرف النظر عن جملة هذه المواقف وهي مواقف تختلف وتتباين باختلاف وتباين موقع كل طرف فان مبادرة بعض الجامعيين ببعث لجنة مستقلة تتفاعل بشكل ايجابي مع مبادرة ومشروع اعادة هيكلة القطاع وذلك نحو توحيد كل الاصناف والرتب في هيكل نقابي واحد وموحد يعتبرها الكثيرون من المتتبعين للشأن النقابي بمثابة زورق النجاة... ذلك ان ايجاد حلول للمطالب المرفوعة وضمان عودة الحوار مع سلطة الاشراف يتطلب أولا وأخيرا الخروج من أزمة التمثيل التي وجد فيها القطاع نفسه، وهي أزمة كان الجميع يعرف نهايتها ولكن نهايتها ظلت غير معروفة الملامح وتبدو مجهولة الى الآن... هل ينقذ الربع ساعة الأخير الموقف أم أن الازمة ستزداد تعقيدا...؟