حدث مؤخرا منعرج حاسم في الأبحاث المتعلقة بجريمة القتل التي شهدتها مدينة تالة قبل أيام وراح ضحيتها شاب في مقتبل العمر. فبعد أن اعترف أحد المشبوه فيهم بمسؤوليته في القتل وروى تفاصيل الجريمة وأسبابها تراجع في اعترافه ذاكرا أن شابين كانا القاتلين الحقيقيين وأنه اضطر الى تقديم اعترافه الأول حتى يتحمل بدلهما تبعات فعلتهما. وكانت مدينة تالة الهادئة أفاقت قبل أيام على وقع جريمة قتل استهدفت شابا (24 سنة) حيث قتل ذبحا بمنزله الكائن بأحد أحياء المدينة وكان القتيل يقطن وحيدا بمنزل عائلته التي اختارت العيش بالريف الجميل، وكان يدير أعمالا حرة وكان شقيقه الأصغر أراد الاطمئنان عليه ولما دلف الى منزله لم يجده في بادىء الأمر خاصة أنه من عادته ألا يستيقظ باكرا، وبمزيد التفتيش لاحظ الشقيق دماء بغرفة النوم فتقدم إلى الفراش حيث عثر على جثة شقيقه تحت الفراش ملفوفة في عباءة (زاورة) فانطلق الشقيق وهو يصيح إلى مركز الشرطة ليسرد على مسامع الأعوان بتلعثم اكتشافه لجثة شقيقه. وبعد المعاينة أحيلت الجثة إلى الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة وأحيلت الأبحاث على الفرقة العدلية بالقصرين فحصر أعوانها شبهتهم في أحد الشبان (19 سنة) وباقتياده الى مقر الفرقة اعترف بأنه سهر مع القتيل في تلك الليلة ثم اختلف معه وتشاجرا فعاجله بطعنة سكين في رقبته ولما سقط أرضا ميتا لفه في عباءة واخفى الجثة تحت الفراش ونظرا لما يتمتع به أعوان الفرقة العدلية بالقصرين من حنكة وخبرة فقد اشتموا رائحة التمويه من طرف الشاب الموقوف ولهذا استدرجوه مجددا وكثفوا الأسئلة حتى انهار وأصدع بالحقيقة وأقر بأنه لم يرتكب الجريمة وأنه كان مدفوعا لتحمل نتائجها. وذكر أن شابين أصيلي تالة هما من ارتكبا الجريمة فتم القاء القبض عليهما فاعترفا جملة وتفصيلا بفعلتهما وذكرا بأن السرقة وأغراضا دفينة دفعتهما إلى ذبح الضحية. وهكذا ينجح أعوان هذه الفرقة مرة أخرى في فك رموز القضايا المستعصية واماطة اللثام عن ملابساتها.