اعلنت وزارة التعليم العالي مؤخرا انه تقرر احداث 60 شعبة جامعية قصيرة... وقد اصابت الوزارة كثيرا بهذا القرار باعتبار ان الشعب التي ستحدث تتميز بنسبة عالية من «التشغيلية» وستكوّن وتخرّج طلبة مطلوبين في سوق الشغل. هذا منطقي وجيد جدا من حيث التخطيط والبرمجة والاستشراف لكن هناك خشية ان يحصل ما حصل هذا العام في مناظرة التوجيه الجامعي حيث تم توجيه العدد الاكبر من حاملي الباكالوريا الى الشعب القصيرة المحدثة... وخشيتنا من هذا ان تكون النتيجة بعد سنوات قليلة آلاف الطلبة يتخرجون من هذه الشعب القصيرة ويحصلون على شهائد لكن دون الحصول على شغل على اعتبار فرضية ان المعادلة بين ما تعرضه هذه الشعب من طالبي الشغل وما تحتاجه السوق فعليا منها ستكون مختلة وراجحة نحو العرض، وهذا في الحقيقة شأن العديد من الشعب والاختصاصات والاستاذيات التقليدية التي مازالت تستقطب مئات الطلبة سنويا. ان فرضية من هذا القبيل تستدعي التريث وتعميق النظر وتتطلب حسابات دقيقة منذ البداية اي من نقطة التوجيه الجامعي حتى تتحقق الملاءمة الحقيقية والتناغم بين التكوين في الجامعة والتشغيل وحتى تسير النوايا السامية مع النتائج النهائىة في خط متواز.