توزيع المؤسسات الجامعية على الجهات الداخلية ومراعاة ملاءمة الشعب المستحدثة مع الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية لكلّ جهة تونس -الصباح: في إطار الإصلاح المتواصل لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي، من المنتظر أن يتواصل التوجه نحو إحداث الشعب القصيرة بالمعاهد العليا للدراسات التكنولوجية وإحداث الإجازات التطبيقية وذلك في إطار نظام "إمد" وذلك بهدف المساعي والخطط لتعزيز تشغيلية خريجي الجامعات والتقريب بين متطلبات سوق الشغل والتكوين الجامعي. وهذا التوجه نحو استحداث الشعب القصيرة في التعليم العالي لا يلغي ولا يحد من تمكين المتميزين من الطلبة من المتحصلين على شهادات الشعب القصيرة من مواصلة الدراسات في المراحل اللاحقة. وسيشهد دليل التوجيه الجامعي الذي سيقدم لتلاميذ الباكالوريا في الايام القليلة القادمة، عدة تغييرات سواء بوجود جامعات وكليات وشعب جديدة أو ادخال تعديلات على شعب موجودة. ويجري العمل حاليا في صلب هياكل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إحداث إجازات أساسية إضافية سواء بتحويل صبغة أستاذيات متوفرة حاليا أو بإحداث إجازات جديدة. كما ستشهد الشعب التي يشكو خريجوها صعوبات في الاندماج في سوق الشغل التقليص من طاقة استيعابها على عكس الشعب الواعدة التي ستشهد مواصلة الترفيع في عدد الطلبة الموجهين اليها وخاصة منها الشعب العلمية مع عناية خاصة بالشعب الهندسية وباعتبار أن السنة الجامعية الجديدة ستكون السنة الثانية في تنفيذ البرنامج الرئاسي في مجال التعليم العالي وسنة تنفيذ برنامج الانتقال إلى نظام "إمد". ولتحقيق هذه الغاية تقرر اعتماد مجموعة من التوجهات لاستيعاب الطلبة الجدد منها تنويع الشعب وتجديدها . ويذكر أن عدد الشعب المدرجة ضمن دليل التوجيه الجامعي السنة الماضية بلغ 697 شعبة أغلبها شعب قصيرة. والى جانب تنويع الشعب وتجديدها، ستتواصل عملية انشاء وتوزيع المؤسسات الجامعية في الجهات الداخلية لتقريب الجامعة من الطلبة , مع العمل على مراعاة ملاءمة هذه الشعب المستحدثة مع الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية لكل جهة. كما سيشهد دليل التوجيه الجامعي الجديد مواصلة التوجهات المعتمدة على التخصصات الواعدة مثل شعب الإعلامية والاتصالات والتكنولوجيات التطبيقية والهندسة والتكنولوجيات الطبية وشعب الفنون والحرف خاصة في ظل استحداث الأقطاب التكنولوجية في مختلف ولايات الجمهورية تقريبا. خاصة أن الهدف هو بلوغ 50 ألف طالب سنة 2009 في اختصاصات الإعلامية والاتصالات والملتيميديا . وتغطي الشعب الواعدة المدرجة ضمن عنوان الإجازة التطبيقية اختصاصات عديدة ومتنوعة من شانها أن تلبي حاجيات المجتمع والاقتصاد منها الإجازات المتعلقة بالإلكتروميكانيك وتقنيات التسويق وتكنولوجيا الملتيميديا وعلوم الأرض وحماية البيئة والإشهار ومراقبة جودة الأغذية والإجازات التطبيقية في اللغات وغيرها من الاهتمامات المستحدثة ذات الصلة الوثيقة بالمتغيرات الاقتصادية والعلمية في تونس والخارج. من جهة أخرى يتواصل العمل على تفعيل التعليم الافتراضي أي التعليم عن بعد ومزيد توسيع دائرته حتى يصبح رافدا حقيقيا للتكوين الجامعي. ودعم التعليم الافتراضي والبيداغوجيا الرقمية ووضع هدف تامين 20 بالمائة من التكوين الجامعي بالطرق غير الحضورية. وتساهم جامعة تونس الافتراضية في تطوير إنتاج المحتوى الرقمي .كما ستواصل الى جانب ذلك إحداث مراكز التعلم عن بعد وتطوير الإدارة الاتصالية بمنظومة التعليم العالي . مع السعي نحو انتقال الجامعة الافتراضية الى طور المنظومة الكاملة وتحقيق شراكة علمية وتكنولوجية واسعة مع الخارج.