شيخي لا تخشي علي علمك مني فأنا لست شيئا أمامك و احترامي لك لا يقل عن احترامي لمجمع العلماء نفعنا الله بمعرفتهم وقربنا إليهم و حشرنا الله معهم في جنان الفردوس الأعلى مع النبيين و الصديقين و الصالحين ولا تضن أننا غير مقتنعين بأفكارك ،نحن مثلك شغوفون بالحرية و حريصون علي تأسيسها فوق أرضنا و زرعها في عقولنا و تربية النشء عليها والتعامل بها بين الناس و كل أفراد الشعب. لكن يا غالي علينا ما يدور اليوم بين الجدران المقفلة من حوارات تكون في نضرنا غير شرعية مستفزة و مستبدة أحيانا و ما يتسرب منها و يصل إلي آذاننا نسمعه و نشاهده و نقرأه هو مخيف و مرعب و واضح إن من تتحاورون معهم لا يتقاسمون أرائك و أفكارك بل يردون طمسها والرجوع بنا إلي سنوات الظلام فيها عشنا القمع و القهر و نمنا علي الجمر و مشينا علي الأشواك . الحرية انتزعناها و كان الثمن باهظا و ها هم ينازعوننا فيها و قد كان أملنا أن تستمع ألينا يا شيخي وأن تكون في أول صفوفنا للمحافظة عليها و لا يمكن حمايتها إلا بقوانين تصدر عن المجلس التأسيسي تحصن الثورة التي مكنتنا من الحرية و استرجعناها من الذين كانت سيوفهم مسلطة علي رقابنا أكثر من نصف قرن إنهم من خلال التفاوض التي تجرونها معم كأن شيء لم يكن يخططون للرجوع من جديد بأسماء لا معني لها و كان الدساترة يختلفون عن التجمعين و هم كانوا عملة واحدة ،سرقوا منا تاريخنا وزوروه و ركبوا به علي أكتافنا أيام كنا فيه مقهورين و لكن كنا صامدين و اليوم يريدون سرقة ثورتنا ويستمتعون بها مقنعون في ثوب جديد. لقد ألغا القانون وجودهم بعد الثورة و ما يئسوا فهم يراوغون و يخادعون للرجوع من أبواب عدة فشلوا في فتح أغلبها. لماذا تراجعت يا عالمنا علي تمرير هذا القانون أمام المجلس التأسيسي للمصادقة عليه. أنا أعرف إن لك أرائك و نظريتك كان علينا أن نتقبلها بصدر رحب لو كنا علي مستوي درجات علمك و لكن شاءت الأقدار أن يكون زادنا العلمي أقل مما تحمله أنت في صدرك و كان عليك أن تتواضع إلينا قليلا و تنزل من علياك لتتقدم جمعنا ونحصن ثورتنا معا و نحاسب سلميا و قانونيا من أظلموا في حقنا حتى يسجل تاريخنا أن تونس ستكون عصية عن الطغاة و عودتهم يوم ما غير واردة مادام فيه شعب إرادته تتصدي لكل من يساوم علي حريته و لا يترك من أحدا يتاجر بها. 10نوفمبر 2013 رفيق الثورة قعيد محمدي