واشنطن:رفضت ادارة الرئيس باراك اوباما الثلاثاء دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى عقد قمة اميركية ايرانية لكنها تحدثت عن مؤشرات تدل على ان تشديد العقوبات الدولية يمكن ان يجبر ايران على اجراء محادثات مع الدول الكبرى بشأن اهدافها النووية.من جهة اخرى، فرضت وزارة الخزانة الاميركية عقوبات على 21 شركة في اوروبا واليابان تشتبه في انها شركات وهمية تابعة للحكومة الايرانية. وشملت العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة اسماء عدد من البنوك وشركات التعدين وغيرها من الشركات المنتشرة في اوروبا واليابان.وقال روبرت غيبس المتحدث باسم البيت الابيض "قلنا دائما اننا سنكون مستعدين للجلوس ومناقشة برنامج ايران النووي السري اذا كانت ايران جدية في ذلك". واضاف "لكن وحتى الان لم تبرهن (ايران) عن جدية"، مؤكدا انه على ايران "التزامات، يتعين عليها ان تفي بها". وكان احمدي نجاد اقترح الاثنين عقد لقاء مع نظيره الاميركي لكنه انتقد اوباما بسبب تفويته "فرصا تاريخية" لاصلاح العلاقات مع ايران.وفي خطاب القاه امام مؤتمر للايرانيين المقيمين في الخارج قال احمدي نجاد "ساذهب في ايلول/سبتمبر الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة وانا مستعد للجلوس مع اوباما وجها لوجه، من رجل الى رجل، للبحث بحرية في قضايا العالم امام وسائل الاعلام لمعرفة الحل الامثل". واتهم غيبس النظام الايراني بانه "يغير رأيه تبعا للضغوط التي يتعرض لها نتيجة العقوبات"، معتبرا ان "هذه العقوبات بدأت تؤثر".ومن جانبها، رأت وزارة الخارجية الاميركية ان وجود "ارادة لدى ايران في المشاركة في حوار سعينا اليه منذ زمن طويل" امر "مشجع". وقال الناطق باسم الخارجية فيليب كراولي "نحن مستعدون للقاء ايران في اي وقت واي مكان في اطار مجموعة الست" التي تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا.ورأى كراولي ان ايران تسعى الى حوار مع واشنطن حاليا ربما لانها تشعر بتأثير العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي والولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. واضاف ان "كلفة التعامل مع ايران ترتفع". وتابع كراولي ان "ما نراه مشجع (...) ونشعر انه قد تكون لدى ايران رغبة في بدء نوع من الحوار سعينا اليه منذ زمن طويل". ولا تقيم ايران علاقات دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة منذ ثلاثين عاما.وشارك نائب وزيرة الخارجية الاميركية في تشرين الاول/اكتوبر 2009 في مفاوضات جنيف حول الملف النووي الايراني في اطار الحوار بين ايران ومجموعة الست. لكن عدم تحقيق تقدم بشأن تبادل الوقود النووي ادى الى توقف الحوار. والى جانب الدعوة الى قمة، قالت ايران الجمعة انها مستعدة لبدء محادثات مع الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا لبناء الثقة في مسألة تبادل الوقود النووي من اجل مفاعل الابحاث في طهران.وقال كراولي "نريد الاجتماع مع ايران في اي وقت وفي اي مكان في اطار مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين -- الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن -- والمانيا) لمعالجة سلسلة من القضايا واهمها بالنسبة لنا المسألة النووية". وتشتبه واشنطن وغيرها من الدول في ان برنامج ايران يهدف الى انتاج اسلحة نووية الا ان ايران تقول انها لا تخصب اليورانيوم لاغراض عسكرية.وتبنى مجلس الامن الدولي في التاسع من حزيران/يونيو قرارا يشدد العقوبات الدولية على ايران. وعلى الاثر فرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي واستراليا وكندا واليابان عقوبات جديدة عليها. وصرح الرئيس الديموقراطي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي جون كيري ان اوباما سيدفع مسؤولين في الجمعية العامة للامم المتحدة الى تعزيز العقوبات الدولية او الطلب من حكومتهم فرض عقوبات احادية.وفي الاطار نفسه، فرضت واشنطن الثلاثاء عقوبات على 21 شركة في اوروبا واليابان قالت انها شركات وهمية تابعة للحكومة الايرانية. وقال مساعد وزير الخزانة ستيوارت ليفي "مع تزايد عزلتها عن الانظمة المالية والتجارية العالمية، ستواصل الحكومة الايرانية جهودها لتجنب العقوبات".واضاف ان ايران تقوم ضمن تلك الجهود "باستخدام كيانات مملوكة للحكومة في انحاء العالم لا يتم التعرف عليها بسهولة على انها ايرانية وذلك لتسهيل التعاملات لدعم نشاطاتهم (الايرانيين) السرية". ومن بين الشركات التي شملتها العقوبات مصرفان في بيلاروسيا وشركتا استثمار مقرهما المانيا وشركات تعدين وهندسة في اليابانوالمانيا ولوكسمبورغ وايطاليا وايران.وبموجب العقوبات يحظر على المواطنين والشركات الاميركية التعامل مع الشركات المدرجة على القائمة الجديدة.