إن الرفاه لن يكون إلا ثمرة من ثمرات التنمية العادلة والتنمية العادلة لن تكون إلا ثمرة من ثمرات مناخ الحرية الديمقراطية والحرية والديمقراطية لن تكون إلا في القطيعة مع نظام الفساد والإستبداد، والقطع مع نظام الفساد والإستبداد لن يكون إلا بقلع جذوره وجوها وقوانين ومؤسسات وثقافة إذا كانت الثورة في أجلى معانيها هي القطيعة مع الماضي وتغيير الواقع الآسن تغييرا جذريا وشاملا فإن الثورة مازالت مستمرة وعليها تحقيق أهدافها بالكامل حتي لا تصاب بالإنتكاس، لأن أنصاف الحلول تعد فشلا ثوريا، وقد أصبنا بخيبات في تاريخنا، كان أولها الإستقلال غير التام الذي خول للفرنسيين مواصلة استعمارنا على أيادي تونسية، ثم جاء السابع من نوفمبر ليسرق طموحات شعبنا في الإنعتاق والحرية وليدوس على دماء أبناء شعبنا التي سالت في الجامعات والشوارع وفي معتقالات محلات القمع وفي السجون، أما اليوم وقد استكملت الثورة شروط نجاحها، توسعا في شعبيتها وجذرية في مطالبها، عليها مواصلة مشوارها حتى الوصول إلى التتويج الثوري والذي يتمثل في تونس الحرية والديمقراطية والتنمية العادلة والسيادة الحقيقية الثورة الشعبية التي أسقطت الديكتاتور ومازالت تعمل على اسقاط الديكتاتورية عليها أيضا أن تسقط فينا جميعا ثقافة الفردانية والتعصب والإستهلاك و الإنحلال وأن تجذر فينا ثقافة الإيثار والتضحية والبذل والعطاء وتقديم العام على الخاص وثقافة التضامن والتواصل والحوار، وهذه القيم هي الكفيلة بالتأسيس لعمل جماعي يقدم بلادنا منارة للحرية والعدالة والتنمية في العالم العربي وإفريقيا والعالم، كما كانت في تاريخها منارة للعلم وكما هي اليوم منارة للثورة إذا ذكرنا الثورة علينا أن نذكر أن رجالا تحملوا بصبر وثبات وعزة وكرامة التعذيب والسجن والقتل البطيئ دون أن يمكنوا الطاغية المخلوع بكلمة واحدة تفرحه من طلب عفو أوتراجع عن افكارهم أوتبديل لقناعاتهم وعند خروج هؤلاء الرجال، إخوان يوسف عليه السلام، من السجن مرفوعي الرأس رأينا منهم القاضي يبيع الخضار في السوق ورأينا الأستاذ يبيع ألعاب الاطفال في الشوارع ورأينا المهندس يبيع الاغطية والأفرشة، كما علينا أن نتذكر أن ثورة محمد البوعزيزي لم تكن بسسب من الجوع ولكن بسبب من إهدار كرامته، حيث قاوم جوعه وجوع أمه وأخواته بالعمل الشريف دون استنكاف أو تكبر، ولكن لم يكن قادرا على تحمل الإهانة لعزته وكرامته، كما علينا أن نذكر شهداء الثورة الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، فالوفاء لهم يستوجب علينا أن نحتذي بهم وبتضحياتهم ونكران ذواتهم ومن يكرم الشهيد يتبع خطاه فأولويتنا الآن هي الحفاظ على الثورة وحمايتها من كل التفاف وسرقة والعمل على تحقيق كل أهدافها دون نقصان بداية من إسقاط رموز النظام السابق مرورا بالتأسيس الدستوري والقانوني للدولة الديمقراطية المنشودة وانتهاء بعملية البناء الديمقراطي مؤسسات ورجالات وبرامج ثورتنا ثورة كرامة ما هي عركة على الهمهامة