لم نخطأ حين سمّيناها جمعة العودة أجل لقد كانت - عودة البوليس الى قمعه و جبروته و تهجّمه على المتظاهرين السلمي و الاعتقالات الجماعية و التحقيقات باستعمال اساليب التعذيب القذرة , - عودة الاعلام التونسي البعيد عن المهنية الى مزيد من التلفيق و ترديد أكاذيب الداخلية و الحكومة المؤقتة و تلميع صورتها - عودة الحكومة الى استهداف كل اشكال التعبير الحرّ و السلمي و تلفيق التهم الى تيارات معارضة نعم لقد عُدنا الى مشهد شبيه جدا بذاك في اوائل العام الجاري حين كان ثالوث الاعلام و الحكومة و الامن يردّد مسلسل الملثّمين و الخارجين عن القانون. عادت الحكومة الى تعيينات من سلّة التجمعيين و المطبّعين المتصهينين و الى ترقيات القتلة الذين ارتكبوا المجازر في تالة و القصرين لكن الجديد في هذه العودة انتهاك حرمات الله و قداسة بيوت الرّحمان في تحدّ سافر لكل التونسيين و المسلمين على حدّ السواء و ليس حكرا على من كان يصلي في مسجد القصبة. هذه جمعة العودة التي كانت عودتهم فيها قوية و وحشية لكننا نحن لم نعُد و أخلفنا وعدنا للوطن و للشهداء و للتاريخ. سيكتب التاريخ عنّا يوما اننا سمحنا للبوليس بأن ينتهك حرمة مقدّساتنا و لم نحرّك ساكنا, سيكتب أن بلدا مسلما و اهله مسلمون تُنتهك فيه المساجد و تُدنّس و هم لا يحرّكون ساكنا بل صدّقوا دموع البوليس و قدّموا له الورود و صدّقوا رواياته أنهم مظلومون. هذه جمعة العودة في سطور عودة الديكتاتورية للسلطة و الخنوع و الخوف للشعب فمتى نتحرّك و ننتفض و متى نغضب . اليوم يسقط قناع كل متشدّق بالحرية و يلبس لباس الديمقراطية. اليوم امتحان لنا و للمنظمات و للاحزاب الدين مللنا بيانات الشجب و التنديد فهي نفاق و تسمن و لا تغني من جوع, نريد تحرّكا فعليا بعيدا عن الحبر المكتوب على ورقة و بيان اختيرت كلماته بدقة و تحفّظ حسب مصالح الحزب. و نعلمهم انه لا وجود لمنطقة وسطى :فإمّا معنا و إمّا علينا. رسالة الى الاحزاب و الافراد و المنظمات رسالة الى كل متشدّق بالحرية و الديمقراطية متى تغضب أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟ إذا انتهكت محارمنا إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟ إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا إذا هُدمت مساجدنا (,,,) ولم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟ عدوي أو عدوك يهتك الأعراض يعبث في دمي لعباً وأنت تراقب الملعبْ إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ فأخبرني متى تغضبْ؟ متى تغضب