تحنو قناة التونسيّة الفضائيّة باقتدار على معالجة قضايا أساسيّة عندها، لعلّ منها على وجه الخصوص: - طرد الحياء من حياة التونسيين، بشكل قد لا يستبشع معه الوالد والوالدة ثمرة وجود علاقة غير شرعيّة بين ابنتهما وواحد من المجتمع التونسي الحاضن، خاصّة وقد وقع التطبيع مع القبلة الحرام واللمسة الحرام والجسّة الحرام والملامسة الحرام بعازل مانع لل"حرام"!... - تبشيع الإسلام للنّاس، فلا يرونه إلّا مشروعَ نهضة فاشلا بفشلها أو سلفيّة إرهابيّة بغيضة أو "رجالَ دين" - كما يسمّونهم - غيرَ منضبطين لتعاليم افترض فرضها الملحدون القذرون، وقد دعت إلى عدم تدخّل الدّين في السياسة وفي الحياة المدنيّة!... - تلميع سيرة السابقين من التجمّعيين والدساترة والنّوفمبريّين وحتّى الطرابلسيّة والسائرين في ركابهم الذين حكموا البلاد بشريعة الشرّ!... بالإضافة إلى تعويد الأذن "الديمقراطيّة" على الحوار مع الظلمة بمقدار ما توفّره حرّية التعبير التي جاءت بها الثورة لعنة على الظلمة الطغاة!...
وقد تابعت في هذا الإطار لقاء عشيّة الانتخابات الرّئاسيّة مع شخص الباجي قائد السبسي، الذي بدأوا يعدّون العدّة لاستقباله رئيسا يرفع عنهم ضيم ثورة أظهرتهم تافهين كما لم يكن أحدا من خلق الله في تونس أو خارجها!... وقد كان ممّا لفت نظري إصرار الباجي قائد السبسي، "الدّيمقراطي"، الشيخ الكبير "الحنيّن"، على سلخ النّهضة من أعمال الخير والحكمة!... فإنّها - حسب رأيه - لم تفعل شيئا إيجابيّا إلّا تحت ضغط المجتمع المدني (والمجتمع المدني عندهم يساريّ أو لا يكون وفاسد أخلاقيّا أو لا يكون)، بل إنّ النّهضة لم تذهب إلى الحوار الوطني إلّا بعد الجلوس معه واتّباع نصيحته والعمل بحكمته!... فهم كما أردف المذيع - مستحسنا - ليسو أهل حوار ولا أهل ميثاق، وقد أظهرهم الباجي لاشرعيين، قد اغتصبوا وقت الشعب وأمواله!... يقول السبسي هذا في النّهضة وعنها، وهي يومئذ حزب أغلبيّة، ونحن اليوم بانتظار ما سوف يقول عنها وهي تفقد أغلبيتها وتبعد نوعا ما عن صدارة المشهد السياسي، نتيجة قعود القاعدين وعدم أهليّة بعض التونسيين!...
سوف يقول ما يقول وسوف يقول ما بقوله تسعد الفلول، ولكنّ الذي يهمّني هو الإشارة إلى عدم وجاهة الفكرة القائلة بإمكانيّة العمل مع هذا الرّجل الذي لا عهد له ولا خلاق ولا ميثاق، ولو كان ذا خلاق ما حارب الخلّاق!... وظنّي أنّ على النّهضة عدم التفكير في العمل معه البتّة، ولو كان ذلك باسم خدمة تونس، فإنّ تونس تشترط لخدمتها الأداة الطاهرة الطيّبة، ولن يتطهّر هذا الآدميّ حتّى تصبح مخازن خمره مخازن مروءة تُذهِب ما علق به من أدران تفسد عليه الانتساب لتونس المسلمة!...
وقد رأيت أنّ ممّا يساعد هذه القناة وشبيهاتها على الاستمرار هو وجود الكثير من السفهاء المتاجرين بالمروءة ممّن يشجّعون برامجها بالمال الأسود أو بالحضور المُرائي المدلّس على النّاس، أو ممّن رأيناهم اليوم يرفعون الكلمة الثوريّة - التي أسقطت عروش التجمّعيين - في وجه الدكتور محمّد منصف المرزوقي، أحد أسود النّضال ضدّ الظلم واللؤم والانحطاط الأخلاقي والسلوكي وضدّ الدكتاتوريّة!... كلمة "ديقاج"، كلمة قد لوّثها الأرجاس الوضيعون، وهي اليوم تئنّ وتبحث لها عن أنصار ينقذونها من أفواه استوجب تطهيرها بالسواك الحار أو إلقامها الحجارة التي تجعلها غير قادرة على تلويث الأجواء!...
عبدالحميد العدّاسي، 23 نوفمبر 2014 مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=26961&t= " التونسيّة" والباجي والنّهضة و"ديقاج"!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"